هل انتهت تسوية “المستقبل” – “التيار”؟

عندما رفض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن يقال عن الحكومة المستقيلة بأنها حكومة العهد، وأصر على أن الحكومة التي ستلي الانتخابات النيابية هي التي ستكون حكومة العهد الأولى كان يعوّل على نتيجة الإنتخابات التي ستؤمن له ولتياره بالإضافة إلى الثنائي الشيعي الذي يعتبره من حصته، ما يزيد عن ثلثي أعضاء المجلس النيابي الجديد، وبذلك يستطيع التيار الوطني الحر التحكم بتشكيل الحكومة التي سيكون الثلث الضامن فيها من حصة العهد.

وفي هذا السياق لخّص مصدر نيابي في “المستقبل” لـ “الأنباء” عناوين أزمة تشكيل الحكومة بالقول: “هنا كان يُفهم رفض التيار الوطني الحر القاطع عدم الدخول في تحالفات إنتخابية مع الحزب التقدمي الإشتراكي والقوات اللبنانية وتيار المستقبل وحزب الكتائب، إلا وفق ما تقتضيه الضرورات لأنه ما زال ينظر إلى هذه القوى الأربع على أنها كانت تنتمي إلى فريق 14 آذار المناوئ له ولفريقه السياسي، على الرغم من خروج الحزب التقدمي الإشتراكي من هذا الفريق في آب 2009، ومن ثم خروج حزب الكتائب، وبعد ذلك القوات بعد مصالحة معراب بين القوات والتيار، وخروج المستقبل عقب الإعلان عن التسوية الرئاسية بين الرئيس الحريري والعماد عون. هذا الخلط في التحالفات أمل منه التيار الوطني الحر أن تكون غالبية المقاعد النيابية لصالحه. ولكن عندما أظهرت النتيجة عكس ما كان يتمناه التيار البرتقالي بوشر على الفور بلعبة شد الحبال وتضخيم الأحجام”.

ويضيف المصدر: “هذه اللعبة كان مفترضاً لها أن تنتهي مع تكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة لتكون حكومة العهد الأولى كما يريدها الرئيس عون. ولكن حسابات باسيل اختلفت كثيراً عن حسابات الحريري الذي يريد أن يشكل حكومة وحدة وطنية من القوى التي فازت في الانتخابات في حين أن باسيل يريد أن يطبق النسبية في الحكومة على الفائزين والخاسرين معاً. ولما سقطت تلك النظرية أو على الأقل لم تقبل بها القوى السياسية، لجأ إلى أسلوب تشكيل الكتل الوهمية بهدف الحصول على الثلث الضامن في الحكومة المكون من 11 وزيراً. ما يعني تطويق الرئيس الحريري برفض كل قرار داخل مجلس الوزراء لا يخدم مصلحته. في حين يصرّ الرئيسان نبيه بري والحريري وكافة القوى السياسية على حكومة الثلاث عشرات. من هنا جاء رفض رئيس الجمهورية للصيغ الثلاث التي قدمها الحريري له والعودة مجدداً إلى لعبة المعايير والأحجام التي يتمسك بها الوزير باسيل”.

وفي ظل الحديث عن اهتزاز التسوية بين الحريري و”الوطني الحر”، أكد النائبان في كتلة المستقبل نزيه نجم وطارق المرعبي لـ “الأنباء” أن التسوية الرئاسية لم تهتز ولم تسقط على الأقل بالنسبة لتيار المستقبل.

من جهته، قال القيادي في “المستقبل” مصطفى علوش لـ”الأنباء”: “هذه التسوية الرئاسية أبرمت في الأساس بين الرئيسين الحريري وعون بعد أزمة طويلة لإنهاء الفراغ في الرئاسة الأولى. وإن التيارين الأزرق والبرتقالي قبلا بها بالنظر إلى الحاجة الماسة لها في ذلك الوقت، ولكن يلزمها إعادة نظر وتنسيق لتستمر على مستوى التيارين إذا رغبا في التحالف السياسي مستقبلاً”.

صبحي الدبيسي – “الأنباء”