على هذه النقاط تتركز آخر مفاوضات تشكيل الحكومة

عوامل إيجابية جديدة برزت على طريق تشكيل الحكومة. تكثّفت الاتصالات واللقاءات في الساعات الماضية لأجل تذليل ما تبقى من عقبات أمام ولادة الحكومة. وقد عقد الرئيس سعد الحريري سلسلة لقاءات في بيت الوسط مع كل من النائب طلال أرسلان، الوزير ملحم الرياشي، النائب وائل أبو فاعور والوزير جبران باسيل، للبحث في آخر ما آلت إليه الاتصالات لتوفير التوافق الشامل لولادة الحكومة. هذه الإيجابيات فرضتها جملة عوامل محلية وخارجية، أولها تمسّك الحريري بالتسوية وبضرورة تشكيل الحكومة سريعاً حرصاً على الوضع الإقتصادي، وثانيها الضغوط الدولية التي هدفت إلى دفع اللبنانيين لتقديم تنازلات للحصول على مساعدات مؤتمر سيدر. وثالثها تحصين الوضع الداخلي بمواجهة أي ارتدادات للأزمات التي تعصف بالمنطقة والتي سيكون أوجها في الرابع من الشهر المقبل مع دخول العقوبات الأميركية على إيران حيز التنفيذ.
تركزت اللقاءات التي عقدها الحريري مع مختلف ممثلي الأفرقاء على وجوب تقديم الجميع تنازلات لتسهيل تشكيل الحكومة، وهذه الخطوة التي كان قد استبق الجميع إليها الرئيس وليد جنبلاط، لاقاه إلى منتصف الطريق مختلف الأفرقاء، وعلى رأسهم الوزير جبران باسيل الذي كان لا يزال على معارضته في حصول القوات على الحصّة التي تطالب بها، ولكن جملة اتصالات وضغوط دفعت بباسيل إلى تقديم تنازلات على غرار غيره من الأفرقاء. بالإضافة الى تجاوب أرسلان الذي أعلن بعد لقائه الحريري تنازله عن توزيره شخصياً أو توزير أي شخص ينتمي إلى حزبه، مقابل طلبه رعاية الحريري لعقد لقاء مع جنبلاط.
وتشير مصادر متابعة إلى أن البحث يتركز على بلورة الصيغة النهائية للحكومة، من خلال التوافق على الحقائب والأسماء، مع عدم إخفاء وجود بعض النقاط العالقة حول كيفية توزيع الحقائب على محتلف القوى، إذ استمرت القوات اللبنانية بالمطالبة بوزارة العدل بدلاً من التربية، فيما الحزب التقدمي الاشتراكي طالب بالتربية بدلاً من الصحة، بعد ان حسمت وزارة الصحة لحزب الله. وفيما كان الجدل يدور حول وزارة الأشغال بين التيار الوطني الحر وتيار المردة، فقد اعتبرت مصادر المردة أن لا تخلي عن الأشغال إلا مقابل وزارة الطاقة، ولكن تفيد مصادر متابعة إلى أن الجدل حسم بحيث تبقى الأشغال من حصة المردة.
ربيع سرجون – الأنباء