سوق العمل وأزمة التشغيل في لبنان

صدر عن دار “الفارابي” كتاب جديد للدكتور نجيب عيسى بعنوان: “سوق العمل وأزمة التشغيل في لبنان: اقتصاد المعرفة كمدخل لاستراتيجية الخروج من الأزمة“.

يسعى هذا البحث، في ضوء النتائج المستخلصة من تحليل خصائص سوق العمل اللبنانية والعوامل المؤثرة فيها ومراجعة الإنتاج العلمي، النظري والميداني، العالمي والمحلي، حول قضايا التشغيل، إلى تشخيص طبيعة الأزمة التي تعانيها هذه السوق، ومن ثم، بلورة رؤية إستراتيجية للخروج منها. والخلاصة، في هذا السياق، هي أن الأزمة هي من طبيعة بنيوية، لا تقتصر على تفشي ظاهرة البطالة وإنما تشمل، بالإضافة إلى البطالة، الهجرة إلى الخارج والتشغيل الناقص وانخفاض معدلات النشاط الاقتصادي، لا سيما عند النساء. وعليه فهذه الأزمة هي، في الواقع، عبارة عن سوء استخدام وهدر متماديين للرأسمال البشري، يعودان في نهاية المطاف، إلى الطبيعة الريعية للإقتصاد اللبناني، ولا تنجح “سياسات التشغيل” النيوليبرالية، بمفردها، في معالجتهما.

وهذا الأمر يستوجب التحول إلى نمط اقتصادي قادر على الاستخدام الامثل لرأسمال لبنان البشري. وهذا يقتضي بلورة استراتيجية هدفها الرئيس، على ما نرى، جعل الاقتصاد اللبناني يقوم على إنتاج ونشر واستخدام المعارف والتكنولوجيا المتقدمة في مختلف قطاعاته. وهذا بدوره، مشروط بتحول الدولة في هذا البلد إلى ما أصبح يعرف بـ “الدولة التنموية” التي لا يمكن أن تقوم في ظل الطائفية السياسية والليبرالية الإقتصادية المركانتيلية.

وتتوزع أعمال الكتاب على ثمانية فصول هذه أبرزها: لمحة عامة إلى أوضاع سوق العمل في لبنان قبل الحرب الأهلية وخلالها، العوامل المؤثرة في عرض القوى العاملة، العوامل المؤثرة في الطلب على القوى العاملة، الأطر القانونية والمؤسسية المنظمة لحركة سوق العمل، القوى العاملة وأوضاعها الاقتصادية الاجتماعية، أزمة التشغيل: طبيعتها والمدخل إلى معالجتها، المعالم الرئيسية للخروج من أزمة التشغيل.

يقع الكتاب في 371 صفحة.