نصرالله يحرر التأليف من عقدة الإقليم… والمفاوضات على نار حامية

اعتاد اللبنانيون دائماً رمي مشاكلهم على الخارج، وغالباً ما كانت تصح اعتقاداتهم، فلعبة المحاور فجرت لبنان مراراً بخلافات وأزمات كانت دائماً حروب الآخرين على أرضه.

وفي هذا السياق، ارتبطت عمليات تشكيل الحكومات فيه بالتطورات والموازين الإقليمية، حيث كانت تغيب أي خصوصية لبنانية لتطفو أكثر انعكاسات الجوار.

وقد تداولت وسائل الإعلام في الأشهر الأخيرة سيناريوات عدة، بعضها ربط تشكيل الحكومة العتيدة بالتطورات السورية، لا سيما في إدلب، وبعضها بالعقوبات الأميركية المرتقبة على إيران، وقد ربطت أيضاً بين التسوية العراقية واحتمال انسحابها على لبنان انطلاقاً من النفوذ الإيراني في بغداد وبيروت.

وأما الجديد على هذا المستوى، فكان تصريح الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، الذي حرر التأليف من الإقليم، مؤكداً أن الحزب غير محشور في الإقليم، معلناً أن لا جديد لديه في الموضوع الحكومي بانتظار ما ستؤول إليه الأيام المقبلة.

وإذا ما تحررت عملية التأليف فعلاً من الأزمات الإقليمية، فهل هذا يعني أن الولادة الحكومية باتت قريبة؟

الجواب لا يبدو سهلاً رغم إفراط البعض في تفاؤله، وأننا على بعد أيام فقط من الحكومة، في حين أن الثابت الوحيد هو أن الرئيس المكلف سعد الحريري يشغّل محركاته بأقصى سرعتها وفي كل الاتجاهات، والمفاوضات مستمرة بين كل القوى المعنية، في حين ستتجه الأنظار مجدداً إلى الزيارة التي سيقوم بها الحريري إلى القصر الجمهوري قريباً، وعما إذا كان سيحمل أي جديد.

المحرر السياسي – الأنبـاء