احتفال ثقافي في راشيا بمناسبة صدور المجموعة الشعرية السادسة للشاعر زاهر أبو حلا

راشيا – عارف مغامس

أقيم في راشيا، على مدرج قلعة الاستقلال، احتفال ثقافي احتفاءً بصدور المجموعة الشعرية السادسة للشاعر زاهر أبو حلا “تيم”، حضره عضو كتلة التحرير والتنمية النائب أنور الخليل، وعضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور، ومدير عام تعاونية موظفي الدولة الدكتور يحيى خميس وحشد من الشعراء. كما حضرت شخصيات فنية وثقافية واجتماعية وسياسية.

استُهلّ الاحتفال برفع علم على سارية بطول 28 متراً بتوقيع بلدية راشيا، وسط حضور كثيف ونوعي جاء من مختلف أنحاء لبنان، وتضمن قراءات شعرية بصوت الفنان العربي الشهير لطفي بوشناق، والإعلامية سناء ضو، مع موسيقى لكبار الفنانين: الدكتور عبدالله المصري، والدكتور جمال أبو الحسن، والدكتور نشأت سلمان.

الاحتفال الذي قدمته الإعلامية سناء ضو، بدأ مع كورال مدرسة حاصبيا للبنات في مجموعة أناشيد، إحداها من ديوان “تيم” خاصة براشيا.

دلال

تلا ذلك عزف للفنانين صوفي زين على القانون، وعلي عبدو على التشيلو، بعدها توالى على الكلام كلّ من رئيس بلدية راشيا بسام دلال الذي قال: “شكراً أيها الشعر أن تأتينا، نحن اليتامى في صحارى الحياة، لنفيء إليك، نستظلّ خيمة المعنى، نرتشف نبيذ المجاز، وتعلو بنا إلى السامق من العلا تلك المجنّحات من ربيبات الخيال، فنستعيد من جديد ما فقدته فينا الروح من ماء وسماء. شكراً أيها الشعر، وأنت تهدي إلينا “تيم” وتهدينا إليه، كأنما “تيم” هو الطريق والطريقة، أو قل هو اكتمال النقص في دائرة الضوء. فما أروعك أيها الناقص المتمم ضوءك بالتيم، والمتيّم ولهاً بالزاهر حلا وصلا، والميتّم من كل تحت لأنك وليد السماء المرتحلة دوماً إلى الفوق. وتابع دلال “نحن اليوم في حضرة التيم. وادياً وشعراً، وادياً تواعد فيه الأرض السماء، ويتوالدان، قديسين وشعراء وبناة إنسان، يجترحون المعجزة إذ يحوّلون الطين فينا إلى ضوء فنرتقي منزّهين من كل تراب، وفي حضرة التيم نحن شعراً من سُلاف. وقصائد كأنها قلائد أو موائد. قلائد من كواكب لا ترتضي جِيداً سوى ذاك المصقول من شهد ومجد، وموائد للمشتهى من كلام يتعامد مع قلعة وحرمون وتاريخ، ويتشامخ إلى العلياء هناك حيث الأبد والأزل يتزاملان.

وأضاف: “زاهر أبو حلا، تيمك المبستن بالشموس، المنذور للحب والبخور والشموع، يدعونا إليه، لنكون بعض قبسه…. وها نحن اليوم في رحاب قلعة شمّاء وبين يدي حرمون الحرون، نعلي كأساً من ضوء لكل السائرين إلى الضوء وعد بالسعي لإدراج بلدة راشيا على لائحة التراث العالمي.

ثم كانت كلمة للدكتور غازي قيس تحدث فيها عن شاعرية الشاعر زاهر أبو حلا…أمين عام اتحاد كتاب لبنان الدكتور وجيه فانوس، وللدلالة على حجم الأثر الذي سيتركه ديوان “تيم”، قال على سبيل الدعابة: إن اجتماعاً عاجلاً عقد لملائكة الشعر وشياطينه لبحث سبل مواجهة زاهر أبو حلا.

ثم كانت قصيدة رائعة باللغة المحكية للشاعر المحامي مارون ماحولي خصّ فيها راشيا والشعر والشاعر.

بعد ذلك كانت وصلة عزف على الكمان للفنانين مأمون ضو وليال حيدر. بعدها تحدث الصحافي والكاتب بسام ضو الذي القى قصيدة بالمناسبة، وطالب النواب بتحمل مسؤولية الدفاع عن اللغة باعتبارها هوية وحصناً وطنياً.

أبو فاعور

ثم كانت كلمة للنائب وائل أبو فاعور الذي ألهب الحاضرين وقاطعوه تصفيقاً مرات عدة لدعابته المحببة. فقد لعن الشاعر أبو حلا ووصفه بالشيطان وبالماكر، لأنه قادر على سحر متابعيه بموهبته الشعرية الفذّة، فقال أبو فاعور:

“زاهر أبو حلا

إني أحييك أوّلا

وإني أتبرّأ منك ثانيا

من كل أفعالك ومن كل أقوالك ومن كل أشعارك

زاهر أبو حلا

أنت ملعون وشعرك ملعون

وقد سعت إليك لعنة الإبداع وسكنتك وتملّكتك حتى بِتَّ واللعنةُ واحدا

زاهر أبو حلا أنت مرذول وشعرك مرذول

وفضيلة الشعر في رذيلته أي في قفزه خلف الحجاب وخلف المتاح

زاهر أبو حلا أنت مغرور وشعرك مغرور، ويقيني أن الغرور يقتل، لكن غرور شعرك يحييه ويحييك،

تقول الرواية إن الأنبياء يمشون فوق الماء. وأنا أقول والعفاريت ايضاً، وإلا فمن أين لك يا عفريت الشعر أن تمشي على رؤوس أشعارك فوق صفحة المعاني والكلمات والصور فلا تتبلل قصيدتك ولا تلمس شعرك قطرة ماء.

لقد أعييتنا يا رجل

ألا ترى كيف تتدافع كلماتك ومعانيك واحدة تتكبّر على الاخرى وتتألق فوق الأخرى وتمضي صاعداً صاعداً صاعداً رشيقاً طليقاً تسير فوق أرض السعد بل تطير فوقه ولا تطأه

لراشيا سعت مثلي القلاع

وبارك سعيها الشيخ الشعاع

تظلل تحت أسيُفِنا كرام

وجلّل فوق أحرفنا يراع

تعشّق أهل وادي التيم شعري

وقالوا إنني الربّ المطاع

أنا صدّقتهم عُبّاد بِدع

نبوا رانين والعليا مشاع

يا رجلاً في عرفي البسيط. لقد سلبت المتنبي تاج غروره. وسلبت سعيد عقل تاج اللغة والرشاقة.

لقد أعييتنا يا رجل

فكّرنا أن نتخلص منك ومن أشعارك فنعيّنك أمين مكتبة، لكنك أهوج فقد تحرق المكتبة وتمتص روحها وكلماتها

فكّرنا أن نعيّنك شاعر القبيلة لكنك قبيلة بحد ذاتها، ونخشى منك فأنت طائش وقد تهجونا وتهجو القبيلة بدل أن تهجو أخصامها، فعقلك أمار بالنقد وروحك أمارة بالحرية

اخترت أن تعايش النحل فلم تتعلم منه إلا رغبة اللسع وشهد المعاني والصور

انت لا تنفع لشيء الا للمعنى الجميل المطلق

من أنت

من أنت لكي ترفض رعايتي أنا السياسي المبجل، أنت رفيقي في نهر كمال جنبلاط نحاول أن نعبر كل في ساقية إلى بحره الواسع إن استطعنا إليه سبيلا

يدهشني سعيد عقل، يدهشني بشعره وكلماته وروعته، لكنني أأبى الاعتراف له، فهو يحاججني في عروبتي وانا لا زلت بدائيا في هويتي، لا أحب الشعر غلا نشيداً لقضية، أو نعياً لشهيد، أو بكاء على هزيمة، أو فرحاً لانتصار

زاهر أبو حلا أنت سعيد عقلنا، بل أنت السعيد من عقلنا، بل أنت عقلنا وقد بات سعيدا

وكي لا تؤخذ بنوبة غرور أقول لك

نحن في وادي التيم

في وادي الرسالات والأخيار والأطهار وبعض الدجّالين

هنا في هذا الوادي مرّ خير الدعاة ومر أشهر الدجالين

وهنا في هذا الوادي تقول الرواية إن امرأة دفعت سكيناً إلى تنور نارها، فاحترق بشرّه وما نال خبزها

وأنت أيضاً ستدفعك امرأة إلى تنور غوايتها، وسوف تحترق بنار شعرك وسوف تنتشر ضوع عطر وشعر وابداع ومسك.

أبو حلا

الكلمة الختامية كانت للشاعر زاهر أبو حلا مازح فيها الوزير أبو فاعور قائلاً: سنسحب روحك إلينا، إلى الشعر، ونترك جسدك الشاحب للسياسة. وشكر أبو حلا جميع المشاركين في الحفل وفي إنجاز الكتاب والسي دي.

الفنان التشكيلي وسام كمال الدين شارك بالحفل من خلال رسم مباشر لبورتريه للشاعر أبو حلا قدمها إليه هدية.

وقدمت شبكة Humanity in life بشخص مازن حلواني أرزة هديةً رمزيةً للشاعر أبو حلا مشبهاً إياه بأرزة من لبنان.

الحفل اختتم بتوزيع الكتاب والسي دي على الحاضرين هدية، وبحفل كوكتيل.

(الأنباء)