التشكُّل النقابي لأساتذة الجامعة اللبنانية

صدر للباحث الدكتور فارس اشتي كتاب جديد بعنوان: “التشكُّل النقابي لأساتذة الجامعة اللبنانية: حدود الربط والحل“، عن رابطة الأساتذة الجامعيين (توزيع مكتبة بيسان).

وجاء في تعريف الكتاب: “اختار العاملون على التشكُّل النقابي للأساتذة في الجامعة اللبنانية والمؤسسون لرابطتهم غايتين لها:
1- تدعيم الجامعة اللبنانية، وذلك بالسعي لرفع مستواها وتقوية دورها الطليعي في التعليم والبحث العلمي.
2- الدفاع عن مصلحة الأستاذ في الجامعة اللبنانية من جميع الوجوه ورفع مكانته، مادياً ومعنوياً.

ويتساءل المؤلف: “هل نجحت الرابطة في ما ابتغت من غايتين لوجودها؟ أم انزلقت إلى موقع النقابة ذات الغاية الواحدة: الدفاع عن مصالح المنضوين إليها؟ وهل هذا النجاح، إذا ما تحقق، والانزلاق، إذا ما حصل، عائد إلى البنية المجتمعية التي عملت فيها وإلى الظروف التي حكمت عملها؟”.

وكتب إشتي في تمهيد الكتاب: “عندما طلب مني الزميل عدنان الأمين إعداد ورقة مرجعية حول دور الأساتذة في الجامعة اللبنانية، أعادني إلى الجامعة وهمومها، بعد أن غادرتها، مرغماً، بسبب القاعدة، وقد كان اشتغالي على الورقة تحفيزاً لاستعادة نفسي فيها، حين كنت طالباً وناشطاً في حراكها الطلابي ثم استاذاً وناشطاً في أطرها النقابية. وكان هذا الاشتغال دعوة ملحاحة لكسر ما أعمل عليه من أبحاث وتخصيص الجامعة التي تعلمت فيها وعلّمت وناضلت، طالباً لتطويرها، ببحث، فكان هذا البحث الذي خُصّت الجامعة به من موقع التشكُّل النقابي لأساتذتها.

وإذا كان الوفاء لجامعتي دافعاً للإقدام على البحث، فإنه ليس الدافع الوحيد لذلك، بل تحدوه دوافع أخرى أهمها هاجس البحث عمّا يتردد ويضعف مهامها، فكان الإشكال الذي انبريت لبحثه، دور الأساتذة في إنهاض الجامعة، والأساتذة هم، بالتحديد، التشكُّل النقابي لهم الذي ادعى العمل لهذا النهوض، كما لرفع مستوى الأستاذ، المادي والمعنوي، وبخاصة أن المكتبة العامة تفتقد إلى أي دراسة أو بحث عن الرابطة أو عن الجامعة.

والبحث في دور الأساتذة، عبر عملهم الجمعي وتشكُّلهم النقابي، هو بحث في الراهن من الأمور، بقدر ما هو بحث في التاريخ؛ فقد مضى على قيام الجامعة سبعون عاماً، ومضى على أول تشكُّل نقابي فيها خمسون عاماً، ومضى ربع قرن على انتظام عمل رابطتهم.

والبحث في دور الأساتذة، عبر عملهم الجمعي وتشكُّلهم النقابي، هو بحث وردي في ما حققوا من إنجازات لهم وللجامعة وهو، في الآن ذاته، بحث سوداوي في ما عجزوا عن إنجازه، طوعاً أو قهراً، وهو، في الحالين، بحث نقدي حاول إيضاح حدود الفعل في ما عملوا وإمكانيات تجاوز حواجز القطع مع ما ابتغوا.

والبحث في دور الأساتذة، عبر عملهم الجمعي وتشكُّلهم النقابي، هو، بالتأكيد، عمل فردي أتحمّل مسؤولية ما ورد فيه، لكنه، أيضاً، عمل جمعي شارك فيه كل من ساهم في نضالات الرابطة، سواء بالتكاتف مع رأي الكاتب أو بالتباين معه، فكلاهما كانا حاضرين حين عدت إلى الصحف واسترجعت من الذاكرة وقائع تلك المرحلة”.

تتوزع أعمال الكتاب على أربعة فصول رئيسية عناوينها كالآتي:

التشكُّل النقابي لأساتذة الجامعة اللبنانية، الأساتذة في إرهاصات التشكُّل النقابي ومآلات المطالبين الأساتذة في رابطتهم ومآلات تحقيق المطالب، قضايا إشكالية في مسيرة الأساتذة ورابطتهم.

يذكر أن الدكتور إشتي هو أستاذ متقاعد من الجامعة اللبنانية، وله العديد من المؤلفات وهي:
– الحزب التقدمي الاشتراكي ودوره في السياسة اللبنانية (1949-1975)، العام 1989.
– الإعلام العالمي: مؤسساته، طريقة عمله وقضاياه، العام 1996.
– المدخل إلى العلم بالسياسة، العام 2000.
– مشيناها خطى… سيرة عارف النكدي، العام 2006.
– تطور الأحزاب السياسية في لبنان (بالاشتراك مع شوكت اشتي)، العام 2007.
– الاحتباس الديمقراطي في الأحزاب اللبنانية، (بالاشتراك مع أحمد جابر وشوكت اشتي)، العام 2010.
– الحركات الاحتجاجية في الوطن العربي (بالاشتراك مع عمرو الشوبكي وربيع وهبه وعبدالرحيم منار السليمي ومحمد العجاتي وهبة رؤوف عزت)، العام 2011.
– قراءة في تجربة جمعية التضامن الأدبي ومجلة الدهور، 2013.

يقع الكتاب في 320 صفحة.