رسائل مسهّلة من جنبلاط… وهذا ما سيفعله الحريري

على الرغم من الاجواء التي أثارها المؤتمر الصحافي لرئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، إلا أن بعض المصادر الرفيعة المستوى، لا تزال تتمسّك بالإيجابية التي أبداها الرئيس سعد الحريري بالتوافق مع رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس نبيه برّي، حول عملية تشكيل الحكومة. وبحسب ما تقول مصادر متابعة، فإن هذه الإيجابية مبنية على معطيات متعددة داخلية وخارجية، توحي بأن هناك فرصة حقيقية للوصول إلى تشكيلة حكومية توافقية ترضي مختلف القوى. رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، كان أول من قرأ في هذه الإيجابيات وأبدى استعداداً لتسهيل اجتراح التسوية، وحتّى ذهب أكثر من ذلك في إطلاق رسائله من خلال اعتباره أنه لا بد من بحث طرح باسيل مع التمسك بما طرحه الرئيس الحريري.
وهناك من يعتبر أن ما أراد جنبلاط قوله، لا يتعلّق بالضرورة في القبول التفصيلي بما طرحه باسيل، إنما كان يتعلّق ببعض ما خفي من أمور حول التصلّب والتصلّب المضاد بين الأفرقاء المسيحيين، والذي قد ينعكس سلباً على البلد وعلى مساعي التشكيل، خاصة أن جنبلاط أبدى قلقه من الوضع الحالي وهو يتلاقى في ذلك مع الرئيسين برّي والحريري، ولذلك لا بد من إيجاد المخارج الملائمة لمواكبة التطورات ولجم أي تدهور قد يطرأ.
وفق ما تؤكد مصادر متابعة للأنباء فإن تصعيد باسيل جاء في إطار محاولات مستمرة لحشر القوات، التي رفضت الصيغة التي اقترحت عليها، وتنص على توليها منصب نائب رئيس الحكومة بدون حقيبة، بالإضافة إلى وزارة دولة ووزارتي التربية والشؤون الإجتماعية. وفيما بعد عاد وطرح على القوات منصب نائب رئيس الحكومة بلا حقيبة مع ثلاث حقائب هي التربية، الثقافة والشؤون الإجتماعية لكنها أيضاً رفضتها مطالبة بالحصول على وزارة العدل بدل الثقافة، وهذا ما ادى إلى تعطيل المساعي بسبب تمسك رئيس الجمهورية بالحصول على وزارة العدل. وجد باسيل أن التصعيد بوجه القوات يأتي في سياق الردّ على رفضها هذا، بينما كان يتوقع منها أن تقابل تنازل الرئيس عن نائب رئيس الحكومة لصالحها بإيجابية فتوافق على ما عرض عليها. الأمر الذي ترى فيه القوات فخّاً لتحجيمها أو إحراجها فإخراجها.
وتشير المصادر المتابعة إلى أن الحريري سيلتقي في الأيام المقبلة مختلف القوى لأجل إعادة مفاوضات التشكيل إلى السكة، وبلورة الطرح مجدداً للوصول إلى تشكيلة حكومية يرضى بها الجميع، وعلى ما يبدو أنها أصبحت مطلباً دولياً وإقليمياً بحيث تلقى لبنان رسائل مختلفة في الأيام الأخيرة من الخارج تحضّ على ضرورة الخروج من دوامة المراوحة.

ربيع سرجون – الانباء