عن سجال أبو فاضل – يعقوبيان وعورات منظومتنا الاجتماعية

لم يكتفِ الإعلامي جوزيف أبو فاضل بما صدر عنه من كلامٍ نابٍ بحق النائبة بولا يعقوبيان أقل ما يقال فيه أنه تعبيرٌ صارخ عن فحولة متعفّنة في عقله وأفكاره، وسط مجتمع ذكوري لا يقيم لكرامة المرأة أي اعتبار، بل استكمل إهانته بتهديد مباشر طالها والإعلاميات اللواتي بادرن للتضامن معها والدفاع عنها عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وقد طالبْنَ بسوْق أبو فاضل إلى العدالة لمحاكمته بجرم القدح والذم وانتهاك حرمة يعقوبيان وكل امرأة لبنانية معها!

“إن ذهبت إلى القضاء فستخسَر القضيّة، وإن أرادت مع سواها من الإعلاميات المنزعجات اللجوء إلى المحاكم فلتكن، وعندها سأفتح السجلّات على مصراعيها” قال أبو فاضل، قاصداً بكلامه ترهيب المعنيات بهتك أعراضهنّ وكراماتهن، ضارباً بعرض الحائط هيبة القضاء في بلد قوانينه لا تحمي النساء ولا تعزّز حريتهن وحضورهن الآمن في المجتمع، وغير آبهٍ بأصوات قيادات كثيرة من النساء والرجال ممّن تضامنوا مع يعقوبيان.
مستغرب هذا التمادي في الوقاحة من إعلامي يمثّل العهد وينطق باسمه!

مستهجنٌ هذا الفجور “الرسمي” في كمّ الأفواه وكبت الحريّات، اللهم إن كان العهد يتقن التمييز بين الحرية الإعلامية من جهة، واحترام الآخر من جهة ثانية!
ومبارك على النائبة بولا يعقوبيان وعلى كل نساء لبنان هذه الفرصة التي أتاحها أبو فاضل بقلّة أخلاقه، لكشف عورات المنظومة الذكورية الأبوية، وفتح الباب على مصراعيه لكل أنواع النضال في وجهها، لصالح المرأة – الإنسان!

(الأنباء)