أين أنتم من الوطن؟ / بقلم لمى حماد

أين أنتم من الوطن يا صانعي القرار في لبنان؟ أو كما تسمّون أنفسكم.
أين أنتم من البيئة التي باتت موبوءة بفعل إهمالكم، وساحة مباحة للمحارق والمطامر بفضل صفقاتكم؟
أين أنتم من الشباب وفرص العمل؟ وقد أضحى أولادنا يحلمون بمغادرة وطنهم بعد أن سددتم الأفق أمامهم وقتلتم الأمل بوطن لجميع أبنائه.
أين أنتم من التربية والتعليم؟ والأقساط المدرسية إلى إرتفاع في القطاع الخاص، ومناهج تعليمية رثة قديمة في المدارس الرسمية، لا تواكب التطور ولا تراعي تطلعات الطلاب وآمالهم .
أين أنتم من كل هذا يا سادة؟
الوطن ليس مقاعد نيابية ووزارية، ولا حصصاً وامتيازات تتقاتلون عليها. الوطن قوامه الشعب، الذي تغاضيتم عن مشاكله منذ زمن بعيد، وتناسيتم أبسط حقوقه المعيشية في تلهّيكم بالمهاترات السياسية، والممارسات الكيدية.

هل فكرتم لمرة أن تتنازلوا لفترة وجيزة عن عروشكم الزائفة وأن تجولوا في الطرقات وبين الناس، حيث زحمة السير الخانقة، الأطفال المشردون والمستغَلون ومظاهر البؤس المنتشرة في زواريب وأزقة المدن؟
هل خبرتم حسرة في قلب أب أو دموع حزن في عيني أم وهما يريان ولدهما يحزم حقائب السفر بحثاً عن مستقبل في المجهول؟
هل تعرضتم للذل والقهر وأنتم تصارعون المرض على أبواب المستشفيات؟

هذا هو واقع الحال بل أكثر، في وطن كلبنان. وطن كان الحلم، وبفضلكم بتنا نحلم أن يصبح وطناً.
فأين أنتم منه؟

(الأنباء)