جامعة AUL تكرم صافي وكوكبة من الإعلاميين بحضور ممثلي الرؤساء وجنبلاط

كرمت نقابتا الصحافة والمحررين وجامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا AUL في لبنان، في صرحها في الدكوانة، رسل الصحافة في يوبيلهم الذهبي، في حضور الوزير في حكومة تصريف الأعمال نقولا تويني ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب قاسم هاشم ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، داود الصايغ ممثلا الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس ممثلا رئيس الحزب وليد جنبلاط، مارون مارون ممثلا النائب ستريدا جعجع، ووزراء ونواب حاليين وسابقين وممثلي القيادات الأمنية والعسكرية وهيئات نقابية وقضائية وصحافية وقانونية واجتماعية ومسوؤلي الجامعة المضيفة تقدمهم المهندس لويس النبوت، وعائلات المحتفى بهم وهم بالتسلسل بحسب تاريخ الولادة: إميل خوري، عزت صافي، موريس كلداوي، جان كميد، جورج شامي، حكمة أبو زيد، إياد موصللي، جورج أبو معشر، أنيس مسلم، بديع نجم، منير رافع، كرستيان مرفيل، عاطف السمرا، محمد كمال فضل الله، حسين قطيش، رؤوف شحوري، شوقي أبي شقرا، جاك عقل، محمود غزالي، علي بلوط، كميل منسى، فؤاد أبو زيد، إفلين مسعود، أنطوان خويري، فؤاد مطر، الياس الديري، رفيق خوري، سعيد آل ناصرالدين، رشيد سنو، مهى سمارة، فؤاد دعبول، غسان صقر، ميشال رعد، إدمون صعب، عادل مالك، حنا عنبر، خليل الخوري، ليلى بديع، جوزيف أبي ضاهر.

استهل الاحتفال بالنشيد الوطني وكلمة تعريف للاعلامية الزميلة ريما صيرفي قالت فيها: “يا رسل الصحافة في يوبيلكم الذهبي أنا أحسدكم. أولا أحسدكم لأنكم عاصرتم العهد الذهبي للصحافة الورقية في لبنان، ثانيا لأنكم استطعتم أن تبنوا بالكلمة وطنا فأورثتمونا الوطن والمهنة ولكننا لم نحسن استعمال الحرية المسؤولة فيها. نحن في وطن بلا حكومة، ومهنتنا ترزح تحت ثقل الضغوط المادية وثقافة الكلمة الهادمة”.

تويني

وألقى ممثل رئيس الجمهورية كلمة قال فيها: “يا رسل الصحافة وحماة حريتها، كلفني فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فشرفني بتمثيله في احتفال تكريمكم، بعد أكثر من نصف قرن من العطاء الفكري والثقافي والصحافي والإعلامي. لا فكر بدون عقل ولا تاريخ بدون عقلانية تاريخية ولا رقي وتقدم وتغيير بدون فكر والفكر محرك التاريخ يروي هيغل هذه الرواية عن نابوليون. نحن هنا في حضرة جامعة أرادت أن تشارك نقابتي الصحافة والمحررين، بتكريم رسل الصحافة الذي أرى من الأفضل أن نطلق عليهم بناة الصحافة اللبنانية والعربية والفرانكوفونية والأنغلوفونية. لن أتحدث عن كل واحد منكم، ولكن لكل واحدة وواحد منكم أقول، أنت أنت أيقونة في لبنان وليس في الصحافة فقط. لكن ولكم أنقل تحيات فخامة الرئيس وتقديره ومحبته. وأعطانا في عالم اليوم، عالم التواصل والاتصال رسلا مثلكم ما عملوا للهدم بل للبناء، من خلال نقد وليس من خلال تجريح وابتزاز وتشهير”.

أضاف: “الشكر لنقابتي الصحافة والمحررين وللنقيبين العزيزين عوني الكعكي وإلياس عون على بادرتكما، لتكريم أيقونات الصحافة اللبنانية، الذين يستحقون تكريما من وطنهم، وليس وساما، بل أيضا شيخوخة كريمة. نعم، تكريمكم هو تكريم للبنان الذي ناضلتم وقاومتم بقلمكم من أجل بقائه ومن أجل حريته واستقلاله وسيادته. ولكم أقول إن مروركم في تاريخ الصحافة اللبنانية لم يكن مرور كرام، بل كان مروركم فيها كريما. معكم انطلقت وبكم استمرت وتطورت ونأمل لحاضرها ومستقبلها أن يكون مصانا في عهد جيل نريده أن يكون متحمسا لا متهورا، وخصوصا أن عالم اليوم بات فيه كل إنسان صحافيا نتيجة للتطور التكنولوجي والرقمي، والعالم باتت أبوابه مشرعة على كل الأخبار والأحداث والتطورات”.

وختم: “من هنا ومن هذا المنبر أعلي الصوت لأقول أن لبنان عاشق للصحافة الحرة والمسؤولة المتنورة بفكر الرقي والتقدم. بوركت هذه المبادرة وهنيئا للبنان والصحافة بالمكرمين”.

الكعكي

وكانت كلمة لنقيب الصحافة قال فيها: “إنهم المستحقون، هذا التكريم يقع في قلوبنا وقع الندى، وخصوصا أنه يأتي من المجتمع المدني، وبالذات من حيث تنهل المعرفة مضمخة بعطور الأبحاث الجامعية والشهادات العالية. ولأنه يتناول، بالتحية، زملاءنا الأماجد الذين سلخوا عقودا طويلة، من أعمارهم المديدة بإذن الله، في خدمة هذا الوطن الفريد بين الأوطان، جنودا مجهولين حينا ومعروفين أحيانا في بلاط صاحبة الجلالة. أعرف هؤلاء الزملاء الأحباء جميعا وأكبر فيهم نضالهم الطويل من أجل إعلاء شأن الكلمة التي كانت “في البدء”، والتي هي ربيبة لبنان، هذا الوطن الخلاق، الذي له مع الكلمة حكاية ولع وغرام وابتكار، منذ أن جسدها أبناء جبيل حروفا…. فنقلوا هذه الكلمة من الخيال إلى الواقع المجسم أشكالا ورموزا تملأ العين بعدما كانت وقفا على ما تسمعه الأذن”.

 

وختم: “قلت إنني أعرف هؤلاء الزملاء المكرمين لأضيف أنهم المستحقون، وهم الذين أسهموا في وضع المداميك الأساس لما بلغته صحافتنا من ألق وتفوق، يوم كانت عبارة “هذا صحافي لبناني” دليلا على الفخار والريادة والاعتزاز. فإلى زملائنا التهاني والتبريكات، وإلى جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا في لبنان – الدكوانة، أطيب آيات الشكر، وإلى العميد أنطوان نجيم التقدير الخاص لما بذله من جهد وتفان لإنجاح هذه المناسبة النبيلة”.

عون

بدوره، ألقى نقيب المحررين كلمة سأل فيها: “كيف لا يفرح قلبي ولا تطيب نفسي، وأنا الآن قبالة جمهور، وفد الى رحاب هذه الجامعة المرموقة، للاحتفاء بتكريم شلة من الصحافيين، وقد مر على جهادهم في حقل الصحافة، ما ينوف على خمسين عاما؟ ولم لا تغمر كياني الغبطة والسعادة، وأنا من المشاركين في هذا التكريم، ومن المؤكدين على جدارة هؤلاء الصحافيين، بهذا التكريم، نظرا لما قدموا من تضحيات جلى في هذا المسار الصعب والشاق؟ وعن الصحافة اللبنانية، فإنها كانت وما زالت من أعرق الصحف في العالم العربي وقد تأثر بها هذا العالم، من ناحية شيوع الجرائد والمجلات فيه. لا أحد ينكر حضور الصحافة الدائم والقوي في قلب الحدث، وتأثيرها الفعال في التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية إن على صعيد الأنظمة، أو على صعيد تحول وتبدل هذه الأنظمة، والوقوف منها موقف الموالي أو موقف المعارض، وما ينتج عن ذلك من تجييش شعبي مع أو ضد”.

أضاف: “أحبائي، الصحافة أبدا في المرصاد، وهي العين الساهرة، والخطى المتابعة والمواكبة لكل طارئ على معظم الأوضاع والأحوال. إنها المرهوبة الجانب لدرجة أنها حظيت بإستحقاق كلي لقب: “السلطة الرابعة”. هي سلطة، إذن هي في لب الحكم، ما هو صالح له، وما هو طالح عليه. وفي أمور كثيرة، لها الرأي المأخوذ به، والمسموع من أعلى درجات السلطة”.

وتابع: “أيها الحفل الكريم، الصحافة هي سرير للكلمة التي هي الملكة بأبهة ومجد وعزة! ولكن ويا للأسف الصحافة اليوم في انحدار لأسباب كثيرة، ولكن تمثلا بقول أرنست همنغواي في كتابه “الشيخ والبحر”: الانسان يحطم ولكنه لا يهزم، وهكذا الصحافة تحطم ولكنها لا تهزم ولن تهزم، وبرأيي ستجدد كالنسر شبابها، وتعود أقوى صوتا، وأشد حضورا، ولمعانا وتألقا. الصحافة لم تكن يوما في هيكل المطمئن، والمستريح، والآمن. فالسجون للصحافيين، والتنكيل للصحافيين والشهادة للصحافيين، ولأنهم كتبوا وحللوا بحبر دمهم، تعذبوا ونالوا الشهادة المقدسة. لقد دفعوا دم حياتهم ووجودهم ثمنا. وهل من تراجع؟ لا، بل إقدام ومثابرة بشجاعة فائقة وبصوت عال، وليكن الموت في سبيل الحياة، وليكن السجن في سبيل الحرية، وليكن العذاب في سبيل إحقاق الحق. وعن عراقة الصحافة اللبنانية ودورها داخليا وخارجيا، ففي العام 1858 ولدت الصحافة في لبنان على يد خليل الخوري الذي أصدر صحيفة “الأخبار”، ومنذ ذلك التاريخ بدأ سيل الصحف. العام 1860 أصدر المعلم بطرس البستاني صحيفة “نفير سوريا” وعام 1863 أصدر المرسلون الأميركيون صحيفة دينية “النشرة الشهرية” وأصدر الأب مونو رئيس الآباء اليسوعيين في سوريا صحيفة “البشير” ثم “الجنان” للمعلم بطرس البستاني جاعلا لها شعارا “حب الوطن من الإيمان”. ما بين 1871-1880 ظهرت مجموعة من الصحف “النقدية” التي تناولت حتى السلطان العثماني الذي قيدها وشل حركتها. عام 1877 صدرت “لسان الحال” لخليل سركيس والعام 1876 “المقتطف” ليعقوب صروف. وفي عام 1908 تأسست جريدة “البرق” للشاعر بشارة الخوري، الى جرائد توالت مثل “لوريان”و “لو جور”، “العمل” لحزب الكتائب، و”الانوار” لسعيد فريحة، و”النهار” لجبران التويني الجد، و”السفير”. مجلة “الحوادث” لسليم اللوزي ومجلة “الف ليلة وليلة” للأديب كرم ملحم كرم، وغيرها وغيرها. وفي مصر كان للصحافة اللبنانية دورها العظيم. فسليم وبشارة تقلا أسسا جريدة “الأهرام” وجرجي زيدان مجلة “الهلال” الى الكثير الكثير من الجرائد والمجلات، ونعتذر عن ذكرها كلها لضيق المجال”.

وقال: “وأنتم أيها المكرمون الأعزاء، لاحقون لسابقين من رواد الصحافة ذوي الأقلام الجريئة والرفيعة. تجاهدون كما جاهدوا، وتضحون كما ضحوا، وتستبسلون كما استبسلوا، وكل ذلك في سبيل حرية الكلمة ودوام الوطن سيدا حرا مستقلا. تقرنون الليل بالنهار، وتغامرون في صراع، لقوة، وفي وجه قوة. تصارعون لقوة الحق حتى تنتصر وتحيا وتثمر، وفي وجه قوة الباطل حتى تتلاشى وتزول. تحملون حياتكم على أكفكم وتعاركون في سبيل الخير دائما. لا التعب يثنيكم، ولا الوعيد يرعبكم. تشيلون الحقيقة على أكتافكم، حتى تبيض جبال الحياة وتشمخ. يسقط شهداء صحافة في طريقكم، فتتابعون بجسارة ورباطة جأش، ولا تهابون. وهذه الدروع التي سنقدمها لكم ، ما هي إلا رمز لتقديركم. وليست أبدا بحجم ما تبذلون من عذاب وشقاء، لتصلوا بالسفينة الى شاطئ الآمان، على الرغم من الأمواج المتلاطمة والأنواء العاتية. أيها المكرمون الأعزاء إن تقديركم الحقيقي سيقدمه لكم التاريخ، بحيث يدون اسماءكم على صفحاته بحروف من ذهب، فتخلدون أقلاما حية مدى الأيام”.

وختم: “أشكر لكم حضوركم أيها الحفل الكريم، وأشكر لجامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا “AUL” سعيها الحثيث لإنجاح هذا الاحتفال على خير ما يرام. كما أشكر رئيس الجامعة الدكتور عدنان حمزه ورئيس فرعها في الدكوانه ومدير الفرع المهندس لويس النبوت ومسؤول العلاقات العامة فيها العميد انطوان نجيم على هذه الإلتفاته الطيبة في تكريم رسل الصحافة وإنجاز الكتاب المميز عنهم وتقديم الدروع التذكارية”.

كلمة المحتفى بهم

وألقى صافي كلمة المحتفى بهم قال فيها: “أيوم أصبحت لا شمسي ولا قمري من ذا يغني على عود بلا وتر؟ بيت من عيون الشعر العريق، العذب والمضمخ بعطر الماضي التليد، صدح به صوت الأخطل الصغير، أمير شعراء عصره، وعصر من قبله ومن بعده. حدث ذلك في يوم تكريمه، وكان الأخطل قد تجاوز الثمانين بالعمر، في مهرجان شعر لبناني-عربي-مهجري، التأم في قصر الأونيسكو في بيروت، في مطلع الستينات من القرن الماضي، وقد أتت المبادرة في ذلك الزمن من رئيس الجمهورية اللواء فؤاد شهاب، وشمل التكريم، حضورا، ومشاركة، أقطابا من شعراء العالم العربي”.

أضاف: “نحن، هذه الأمسية، في حضن هذا الصرح الذي يضم جامعة الآداب، والعلوم، والتكنولوجيا، وأضيف: الوطنية، والأخلاق المدنية.. والمبادرة من نقيبنا الأستاذ الياس عون، وهو المستحق التكريم… والشكر له.. وللقيمين على هذه الجامعة رئاسة، وأساتذة، وإدارة. وإذ أتطلع الى الوجوه الكريمة في هذا الحفل ألهج بالشكر والامتنان لهذا الحضور المميز. لكني أسأل بغصة: أين المئات من الزملاء والزميلات.. في أي بلاد، وفي أي مدن يتوزعون؟ وأسأل: ما هي حال زملائنا وزميلاتنا في دور الصحف والمجلات اللبنانية في بيروت والضواحي؟ من منهم لا يزال في عمله، محررا، أو مخبرا، أو مراسلا، أو مترجما، أو كاتب مقال، أو مصححا، أو مخرجا ومصمم صفحات، أو إداريا أو مصورا؟ أين هم، وكيف أحوالهم زملاؤنا وزميلاتنا؟”

وتابع: “انتزعت التكنولوجيا مهنة الصحافة، وأخذت عقولها وفنونها، وإحتكرتها، بل أدخلتها في صراعات على البقاء، وألقت العواقب والمصاعب على من لا يتقن لعبتها، فاختصرت الآلاف بالمئات، والمئات بالعشرات، والعشرات بالأفراد. وأمامي في هذه القاعة وجوه زميلات، وزملاء، مكرمين بحضورهم وبعواطفهم. أحلام كبيرة وكثيرة تبعثرت وتلاشت. فهل تنفع فكرة الدعوة الى جمع شمل المتضررين من هذه “الإنترنت” الجهنمية التي سرقت منا لمسة الورق، ونكهة الحبر الآتية من الصفحات المفتوحة، على وسعها، بالصور، والعناوين بالأحرف المكبرة، فنقرأ ونتفاعل مع القراءة سلبا، أو إيجابا، وكأننا في صلب الحدث؟ صعب التخيل أمام الواقع. ونحن ملزمون بأحكام العصر.. وما عداها وهم. وتحضر في هذه الأمسية، والمناسبة، قائمة الشهداء الأبطال في تاريخ ومسيرة الصحافة اللبنانية، من الزمن العثماني البغيض، الى زمن الوصاية الأبغض، من أحمد حسن طباره وسعيد فاضل عقل، وكوكبة رفاقهما في العام 1916 الى جبران غسان تويني وسمير قصير، وكوكبة رفاقهما في هذا الزمن. هي المشاعل المنيرة، والمحرقة، التي حملها أيضا أسلاف لنا وعبروا بها المحيطات الى الأميركتين الشمالية والجنوبية، ثم توزعوا في القارات الخمس ناشرين رايات لبنان، وروائع كنوز العربية الفصحى، أدبا، وشعرا، زجلا، وجواهر لغات حية تفيض ذوقا، وكرما، وشهامة”.

وختم: “هذه بعض صفحات صحافتنا التي تعبر عنها هذه الدروع التكريمية التي تبقى شاهدة على عصر سوف يطويه عصر يبقى فيه الإعلامي اللبناني مميزا”.

كلمة الجامعة

بدوره ألقى مدير العلاقات في الجامعة أنطوان نجيم كلمة قال فيها: “تستقبل جامعتنا، جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا في لبنان AUL الدكوانة، تسعة وثلاثين أيقونة ازدان بها معبد الصحافة، تسعة وثلاثين نبراسا أضاءت دروب الفكر والحضارة أمام سالكيها، تسعة وثلاثين ذخيرة تقلدتها أرزاتنا الخالدات لتزداد خلودا على هامة لبناننا الذي سنعيده بأخلاقهم وقيمهم وفكرهم كما كان في التاريخ وأكثر”.

أضاف: “من نكرم اليوم هم رموز الصحافة الرشيدة، السلطة الرابعة. هذه الصحافة التي هي برلمان حر لإخراج ما يجيش في صدور المصلحين والمفكرين والباحثين الجريئين من آراء ومقترحات وانتقادات وتوجيهات، وكم تحتاج مقومات استقلال وطننا، وكم تتطلب أداتنا الحكومية ومجالسنا النيابية إلى صوتها ليدعم حقا، وينير أفقا، ويذيع واجبا، ويثبت نفعا، ويصلح أمرا. وليس من أدنى شك أن سلطاتنا الحاكمة تستفيد من جهود الصحافيين الموفقة، وناضج بحوثهم، ومتتابع نشاطهم، الشيء الكثير لتسير البلاد في مرافقها الحيوية شتى، وآمالها الوطنية جنبا إلى جنب مع وثبات العلم في غير عنف، ولكن في غير جمود وإنما في جرأة المؤمن واتئاد الحكيم وشجاعة رجل المبدأ والعقيدة، ويقين اللبناني الوطني المستنير، وسداد المصلح العملي البصير. أيها المكرمون ومن خلالكم رفاق سلاح القلم، حراس صاحبة الجلالة، الوطن في حاجة ماسة إلى نواحي الإصلاح شتى، وأنتم العدة الصالحة في نجاح كل إصلاح، فهبوا إلى التضامن والتآزر على رفع مستوى هذه الرسالة الشريفة، إلى مكانتها السامية الخليقة بجليل خدماتها المتفقة مع نبيل غاياتها. إن للصحافة حرية وكرامة، وعلى المتشرف بالانتساب إليها استمساك بأخلاق الرجولة، والجرأة والصدق، وحمل الأمانة، ونبالة القصد، وتحري الصواب، وإقامة المعوج، واليقظة الساهرة في استقصاء ما ينفع الوطن، بالعمل الطيب، والأثر الطيب، والقول الطيب. وعلى الحكومة أن تكون على استعداد تام لتلبية مطالبكم المحقة التي يكون من وراء الأخذ بها اطراد تقدم الصحافة في لبنان، لتبقى صحافتنا مدرسة ثقافية تعليمية لجميع أفراد المجتمع، فيتحقق تكوين رأي عام لبناني، منصف، متزن، مستنير، حسن التوجيه في ما هو خير للبنان ولجميع شعبه، بل وللانسانية جمعاء. نريد الإعلام كما حدده فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في إحدى نشراته إلى الشباب اللبناني يوم كان في منفاه الباريسي، نريده مرآة تعكس الحقيقة التي من خلالها يتكون رأي عام صحيح، صادق وفاعل، بعيدا عن ردود الفعل الغرائزية التي تدفع المجتمع نحو التهديم الذاتي بتهديم مرتكزات السلم الأهلي”.

وختم: “باسم جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا في لبنان بشخص رئيسها الدكتور عدنان حمزة ومدير فرع الدكوانة المهندس لويس النبوت نشكر لفخامة الرئيس العماد ميشال عون رعايته هذا الاحتفال ممثلا بمعالي الوزير نقولا تويني، ونشكر لكل من الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري مشاركتنا ممثلين بالنائب قاسم هاشم والدكتور داود الصايغ. كما نشكر لنقيب الصحافة عوني الكعكي ونقيب المحررين الياس عون منح جامعتنا فخر تكريم من مجد لبنان الصحافة أعطي لهم، رسل الصحافة، الذين شاركتهم كذلك في إعداد كتاب توثيقي عنهم تزين بمقدمة لفخامة الرئيس العماد ميشال عون وكلمتين لنقيبي الصحافة والمحررين. العمر المديد بالإيمان والصحة والعافية للمكرمين. عشتم عاشت الصحافة وعاش لبنان”.

ووزع على المشاركين كتاب عن المحتفى بهم أعدته الجامعة بإشراف نجيم، وتسلم المحتفى بهم من ممثلي الرؤساء والكعكي وعون دروعهم التقديرية.