رسالة مواطن

بدون أي مقدمات، أقول حاولت، إني أمتلك حرية الاختيار التي أعتبرها حقاً لي ينبع من حريتي الشخصية، وأن أختار طريقي ولم أستطع، وأيضاً أن أحيا حريتي دون المساس بحرية الآخرين ولم أستطع، حيث إن طريقي كان صعباً وكله أشواك من لاإنسانية الإنسان وتسلط حاكم المحكوم وقد تصبح ظالم المظلوم، هناك أيضاً حرية لقمة العيش الذي يشغل حاجتك لها رأس مال جشع، وتسلّط أرباب عمل يحاولون  تحويلك إلى آلة تعمل بكل طاقاتها وبعيداً عن أي قانون عمل يلزمهم بثماني ساعات، حيث أصبح قانونهم الخاص يحول الساعات إلى عشر، بل أكثر. وإن لم تذعن لهم تغادر إلى منزلك، كما وأن ظلم الاحتكار والاحتقار حوّلك إلى سلعة يبادلونها بيد عاملة غريبة، حيث إنها أرخص، وأيضاً لا تقديمات اجتماعية وإنسانية لها، لا ضمان ولا تأمين، فقط الرابح دوماً رب العمل.

كل هذا يضيّع حريتي ويحرق إرادة العيش أمامي، وأخذ طريقي في الهجرة، إنه مآل الكثيرين من أبناء وطني.

أيتها الحرية لقد ظلمتني في وطني، أنا الخرّيج الذي أبحث عن عمل يقيني العوز، إنه ندائي يا أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة باسمي وباسم الكثيرين أمثالي. باسم القيم الوطنية والإنسانية، باسم الحق والحقيقة، أوجّه ندائي لكم أن تقفوا مع الوطن والمواطن، أن تعودوا إلى رشدكم قبل ضياع الوطن والمواطن الذي لا يريد سوى تأمين مقومات الحياة الكريمة من لقمة العيش والسكن والطبابة والأمن.

إنها حق شرعي للمواطن في بلاد الله الواسعة، أوقفوا الهدر والزبانية والمحسوبيات والفساد والرشوة المتفشية في أغلب الدوائر والإدارات، عودوا إلى رشدكم كي نصبح مواطناً حراً في مجتمع سعيد.

*أبو عاصم