هكذا يفهم “التقدمي” التسوية… فالبلد فوق الجميع

“إن حب الحقيقة -أياً تكن- علمني جمال التسوية”، قالها يوماً معلّم كبير من هذا الشرق اطلّع على ما لم يدركه سواه حتى بات خبيرا بأدق تفاصيل الحياة السياسية، وعرف ان لبنان هو بلد التسويات وهو البلد الواحة الذي لا يمكن لفريق فيه ان يكسر فريقا آخر مهما طالت سنوات الحرب فيه.
وعلى خطى المعلم الشهيد كمال جنبلاط سار الحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة رئيسه وليد جنبلاط، الذي بدوره علم جمال التسوية ومارسها طوال مسيرته السياسية، فكان السبّاق دائما لالتقاط اي مبادرة وغالبا ما كان هو المبادر لبناء الجسور لا بناء جدران الفصل.
وانطلاقا من هذا الايمان بأن هذا البلد للجميع، كان جنبلاط أول المندفعين لإسكات المدفع والسير باتفاق الطائف والقاء السلاح من اجل السلام، فكانت تسوية الطائف التي كتبت عهدا جديدا للبنان أثمر لاحقا مصالحة الجبل التاريخية.
ولا يزال جنبلاط يبحث عن التسوية أينما وجدت، فبعد أشهر من الفراغ الرئاسي لم يتردد بملاقاة النائب سليمان فرنجية وتبني ترشيحه لرئاسة الجمهورية بعدما ارتفعت أسهمه في فترة معينة، تماما كما عاد وفعل عندما سار بالتسوية الرئاسية التي اوصلت العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة.
قد يظن البعض ان قبول التسوية تنازلا الا انه في الحقيقة كبراً وأخلاقا سياسية عالية، فالبلد أكبر من الجميع كما مستقبل ابنائه الذين يعانون منذ سنوات من أقسى اوضاع معيشية واقتصادية.
وانطلاقا من هذه البوصلة فإن مقاربة الحزب التقدمي الاشتراكي لاي استحقاق وطني أكان تشكيل حكومة او انتخابات نيابية او سواها لم تنبع يوما الا من مصلحة البلد واستقراره وهكذا يقارب كل الملفات المطروحة، على امل ان يلاقيه الآخرون دائما بالنهج نفسه والارادة بان البلد فوق الجميع.
“الانباء”