الى الرئيس فؤاد شهاب: “إشتقنالك”!

رفيق البعيني

“ستذكرني إذا جربت غيري

وتعلم أنني “انزه وأعدل “رئيس”

فخامة الرئيس فؤاد شهاب اشتقنالك.

نتذكرك اليوم ونذكر:

– نتذكرك في عهدك انك اخمدت ثورة الحرب الأهلية في العام ١٩٥٨.

– ونذكر أننا في غير عهدك اليوم نخشى أن ينجح من يعمل على إثارة الفتنة واشعال نار حرب اهلية جديدة.

نتذكرك اليوم ونذكر:

– نتذكرك في عهدك أنك شكلت وزارتك الاولى من أربعة وزراء قادة:

مارونيان وسني ودرزي (رشيد كرامي وكمال جنبلاط وبيار الجميل وريمون اده) وثقوا بك ومثلوا كل الشعب اللبناني.

– ونذكر أننا اليوم في غير عهدك يمنع الرئيس المكلف من اختيار الأسماء بل تفرض الاسماء عليه مع الحقائب لتأتي الوزارة بغالبيتها لمصلحة خاصة هدفها الهيمنة واضعاف الآخر أو الغاؤه.

-نتذكرك اليوم ونذكر:

-نتذكر أنك في عهدك وحدت اللبنانيين فوثقوا بك وأحبوك وأنك ارسيت العدالة واصلحت الادارة وكنت أباً حقيقياً لجميع اللبنانيين.

– ونذكر أننا اليوم

في غير عهدك نعيش في جو انقسامات سياسية ومذهبية قاتلة يذكيها الحاقدون والكيديون والطائفيون بهدف الانتقام وتصفية حسابات القتال الغابر، ونعيش في ترد اقتصادي وبطالة خانقتين، وفي فساد افقر اللبنانيين ونفخ جيوب المسؤولين السياسيين، وحدّث ولا حرج عن سمعتنا المحلية والعربية والدولية التي اضحت في الحضيض.

– نذكر أيضا أننا في غير عهدك هللنا وكبرنا عندما سمعنا أن رئيسنا هو “بي الكل” ولكننا صدمنا وتأسفنا عندما تيقنا أن “البي” لم يكن إلا بي الأسرة والتيار والمحاسيب والازلام، وبتنا نخشى إن لم يسارع المسؤول المشار إليه إلى إصلاح ما تهدم او سيتهدم ان يصبح “عدو الكل”.

– نتذكرك اليوم ونذكر:

– نتذكر أنك في عهدك فخامة الرئيس شهاب أتوا بك من المؤسسة العسكرية بالرغم من ارادتك لتتولى رئاسة الجمهورية فشرفت المؤسسة ورجالها.

ونتذكر أيضاً انك وقفت على الحياد ولم تنصع لرئيس جمهوريتك في طلب دخول قوات جيشك طرفاً في قتال داخلي أثناء الثورة الاهلية عام ١٩٥٨،

وعززت رئاسة الجمهورية واعليت شأنها وحميت دستورها فأقدمت على الاستقالة زاهداً في الحكم وارغمت على العودة عن الاستقالة برغبة والحاح من صديقك الكبير كمال جنبلاط لضرورة بقائك رئيساً ولعدم توفر خلف يتحلى بفضائلك ومزاياك.

ونتذكر ايضاً أنك غادرت الرئاسة في نهاية ولايتها دون ان تفكر بتجديد الولاية أو تؤسس لخلف لك في عائلة أو صداقة.

– ونذكر أننا نعيش اليوم في عهد رئاسة مصدرها الأساسي أيضاً المؤسسة العسكرية التي نرجو أن تقوى وتتعزز وتظل بعيدة عن الاهواء والاهداف والتيارات السياسية كائناً من كان طالبها وتكون فقط لمصلحة كل الشعب اللبناني.

ونذكر ايضاً أن مقومات الدولة كلها وميزانيتها وضعت بتصرف الصهر ينفق منها ما يشاء في الداخل والخارج وعلى التيار والحاشية وقوات الاستشاريين والمرافقين ما طاب له وحلا، كل ذلك بدعم وموافقة من يحضره ويهيئه خلفاً في الرئاسة.

فخامة الرئيس فؤاد شهاب، لن ننساك.