اللبنانيون في “سلّة” واحدة… لم تهجرنا الفرحة بعد!

“مين قال ما فينا عالصين”… تلك العبارة ما عادت شعارًا ينشده اللبنانيون، بعدما حوّلها رجالات الأرز إلى حقيقة أفرحت قلوب اللبنانيين التي لم تتسلل إليها فرحةٌ منذ زمن. بخطى ثابتة يمضي منتخب لبنان لكرة السلة إلى كأس العالم بعدما نجح في التفوّق على منتخب الصين القوي ليعزز فرص انتقاله إلى مونديال السلة الذي تستضيفه الصين والتي تُعتبر في حكم المتأهلة.

في الأمس، سرقت الرياضة كل الأنظار من مشهدية الاسوداد السياسي. كان همُّ اللبنانيين لا أن تتشكل حكومة بل أن يفوز منتخب بلادهم على نظيره الصيني. باستراتيجية هجومية ودفاعية متوازنة، ورغم غياب جان عبد النور ووائل عرقجي وباسيل بوجي بداعي الإصابة، خاض رجالات المدرب سوبوتيتش مباراةً نارية لم تنتهِ في وقتها الأصلي بعدما تعادل المنتخبان عند النقطة 77، ليحسم تمديد الوقت الموقعة لصالح لبنان بنتيجة 92-88 أي بفارق أربع نقاط.

كل الأنظار اتجهت أمس إلى ملعب نهاد نوفل في ذوق مكايل الذي عجّ بأكثر من 7 آلاف مشجّع حضروا من كل المناطق لدعم منتخب بلادهم. استجاب اللبنانيون لدعوات المنتخب كما استجابت السماء لصلوات اللبنانيين وشموعهم، والتي دعا رئيس الاتحاد أكرم الحلبي إلى إضاءتها قبيل المباراة دعمًا للفريق. “يا رب لبنان” هاشتاغ تصدّر هو الآخر إضافة إلى “الهاشتاغ البطل”: مين قال ما فينا عالصين. وفي ساعةٍ ونصف الساعة تحوّل الهاشتاغ إلى حقيقة عنوانها: فينا ونص عالصين. 4 ملايين نسمة تحدّت مليارًا ونصف مليون نسمة ونجحت في تجاوزها بقلوب أسُود حاربت حتى الرمق الأخير، عبرت من صغائر السياسة التي تُغرق لبنان إلى الجوهر الذي تجلى في فوز مُستحقّ أفرح اللبنانيين على اختلاف مشاربهم.

هي أيامٌ تفصل منتخب الأرز عن مباراةٍ مهمة هي الأخرى على أرض نيوزيلاندا وأمام جمهورها صباح الاثنين المقبل. مباراة يعلم الجميع أنها صعبة أمام منتخب متصدّر يسانده جمهوره، ولكنّ الفوز على منتخب الصين يجعل من مهمّة رجالات لبنان أكثر سهولةً للعبور إلى الحلم الكبير العام المقبل في الصين…

في الأمس فاز لبنان الرياضي على لبنان السياسي في غمرة كل التخبطات. تخبطات كم يتمنى اللبنانيون لو أن الرياضة تمحوها أزلًا حتى لو كلف الأمر مباراةً على شاكلة مباراة الأمس كل يوم وكلّ حين… فوحده ملعب كرة السلة على ما يبدو قادر على جمع من فرقتهم السياسة!

 

رامي قطار- “الأنباء”