جلسة تشريعية قريباً… لتعويض غياب الدولة

أن تعيش البلاد بكل مفاصل حياتها اليومية حالة تصريف الأعمال، فهذا لا يعني أنها بخير أبداً، بقدر ما أنها لا تزال على قيد الحياة فقط لا غير.

وعلى الرغم من حال الركود التي يعانيها لبنان، إلا أن بعض المرجعيات الأولى في الدولة، بدءاً من رأس الهرم، تعتبر أن البلد بخير، متناسية أن تصريف الأعمال لا يعدو كونه جهاز تنفس اصطناعيّ يؤمّن بقاء الجسد حيًّا لا أكثر ولا أقل.

فليس هناك ما يؤشر في المدى القريب إلى أن ولادة الحكومة يمكن أن تحصل خلال الأشهر القليلة المقبلة، وربما تكون هذه الذهنية الموجودة لدى البعض هي أبرز أسباب عدم تشكيل الحكومة، طالما أن “البلد ماشي”، في نهج لا يختلف كثيراً عن السياسة التي تحكّمت طوال فترة الشغور الرئاسي.

قد يرى البعض في هذا الأمر مصدر قوة للبنان، على أساس أنه قادر على الاستمرار من دون رئيس أو من دون حكومة، أو من دون مجلس نواب. ولكن في الحقيقة هذا أسوأ ما يحدث لهذا البلد، الذي يشحذ الهبات والمساعدات من العالم، وفي المقابل لا يقدّم أدنى مؤشر حُسن نيّة بأن فيه من هو قادر على الوفاء بالالتزامات أمام المجتمع الدولي والجهات المانحة، تماماً كما حصل بعد مؤتمر “سيدر”.

وأمام هذا التمادي في إبقاء البلد معطّلاً، يأخذ رئيس مجلس النواب نبيه بري المبادرة مجدداً، حيث سيدعو إلى عقد جلسة تشريعية للبتّ بقضايا الناس ومشاكلهم، ولإقرار قوانين أساسية لا تحتمل التأجيل، لا سيما تلك المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والمالية.

وفيما تشير المعلومات إلى وجود معارضة من بعض الفرقاء لهذه الجلسة، إلا أنها لن تعطّلها، وبالتالي ستكون ساحة النجمة على موعد قبل نهاية أيلول مع أيام تشريعية، على أمل أن تكون جلسات منتجة، وأن لا ترافقها مشاريع التعطيل وأجواء التشنّج.

المحرر السياسي – “الأنباء”