الرئيس القوي أولاً.. أما الناس فعلى الله!

سامر أبو المنى

تتداول قيادات في التيار العوني في مجالسها الخاصة عبارة “لا مشكلة عند رئيس الجمهورية في ان يكمل ولايته بدون حكومة”. فهو لن يتنازل عن صلاحياته المنصوص عنها في الدستور في ما يتعلق بتشكيل الحكومة.

تخفي هذه العبارة في طياتها ان الرئيس عون لن يقبل الا بحكومة يحدد شكلها ومضمونها هو وحده، بإعتراضه على اي صيغة لا تتوافق مع رؤيته، فضلا عن انها تؤكد ان رئيس الجمهورية طرف في اللعبة السياسية الداخلية، وهو اثبت هذا في اكثر من موقف وفي طريقة تعاطيه مع ملف التأليف.

ومع أن الطائف ألغى بنقل بعض الصلاحيات الى مجلس الوزراء كلمة “عهد” إلا ان العقل “العوني” لا يزال يفكر بعقلية النظام الرئاسي، فالرئيس القوي في الفكر السياسي العوني هو الذي يفرض شروطه على الآخرين لتحقيق مكاسب سياسية، منطلقا من عبارة “العهد القوي”.

بعيد انتخابه قال الرئيس ميشال عون إن الحكم الحقيقي على “العهد” يكون بعد تشكيل أول حكومة تلي الانتخابات النيابية. وربطاً بما يجري اليوم فإن المقصود بكلامه هو حكومة “الرئيس القوي” على ما كان في نظام ما قبل الطائف.

العناد العوني المعطوف على أوهام “العهد القوي” أو “الرئيس القوي” يؤشر الى ان ما يتداوله قياديون عونيون صحيح. وأن “فخامة العهد” مستعد لإكمال ولايته الرئاسية بدون حكومة إن لم تكن من “شغل” يديه. فغير مهم إن بقي البلد متروكا بدون حكومة، فقد سبق ان بقي بدون رئيس سنوات، وبدون حكومة شهورا، وبدون عمل لمجلس النواب اشهرا أخرى. المهم قوة العهد ورئيسه، أما مصالح البلد والناس فعلى الله.

(الأنباء)