لأنه “أم الصبي”… “التقدمي” لن ينحدر إلى ردود الفعل الكيديّة

لأن “أم الصبي” هي التي رفضت ان تكتفي بنصف ولدها وتضحي بالنصف الآخر، فإن من يصح عليه هذا الوصف في الأمم والأوطان هو من لا يرتضي لنفسه ان يكون سبب الشقاق والتفرقة وبث العنصريات والفتن، وإلا كان دخيلاً  على حاضر بلده ولن يكون له من مكان في مستقبله.

ولأن الحزب التقدمي الاشتراكي طوال تاريخه لم يكن يوما إلا حاملاً هم الوطن وناسه دون تفرقة، فهو “أم الصبي” الذي لن يكون السبب في أي انقسام يسعى اليه البعض جاهداً.

فليس الحزب التقدمي الاشتراكي الذي ينحدر الى مستوى الكيد الذي تعامل به وزراء التيار الوطني الحر مع موظفين من اصحاب الكفاية فقط بسبب انتمائهما الحزبي والطائفي، فلا هذا من ادبياته ولا اخلاقه، فهو في توق دائم للمواجهة ولكن بكل شجاعة ولا يلجأ الى اساليب الصغار في المنازلات الوطنية الكبرى.

فليس لدى الحزب التقدمي الاشتراكي لا أسود لسان ولا أسود قلب ليخرج على اللبنانيين ويتشدّق حقداً وكرهاً للآخر، متفاخراً بأنه المسبب بإجراءات طائفية داخل مؤسسات الدولة، ويحاضر في الوقت نفسه بأنه ابن “العهد القوي”.

فأبناء “العهد القوي” يفترض بهم ان يكونوا فعلا “أم الصبي” او كما يفضّلون “بي الكل”، ولكن الكل عندهم يبدو انه لا يتعدى ابواب ميرنا الشالوحي ومن يحمل بطاقة عبور برتقالية.

غريب امر من عطل البلد سنوات من اجل نيل السلطة، ومتى نالها اصبح عدوّ نفسه وسبب كل الفشل الذي يتخبط به.

قال احدهم ان هناك لائحة بموظفين قد يلقوا مصير رجا العلي ونزار هاني، وعلهم يمعنون في تشويه صورتهم امام اللبنانيين التي لم يبق منها في ذاكرتهم إلا سواد وظلم وصفقات، وأما “التقدمي” فليس من شيمه ولا شيم معلمه الأول ولا تلاميذه الانحدار الى هذه الخيارات الكيدية، لأنهم ينتظرون المواجهة التي يستحقون والتي لا يخرجون منها الا بكرامة.
رجاء امعنوا في تشويه صورتكم اكثر فكل إناء ينضح بما فيه.

المحرر السياسي – “الأنباء”