اللبناني… وشهر أيلول / بقلم لمى حماد

كثيرة هي الهموم والمشاكل التي تقع على رأس المواطن اللبناني العادي مع بداية شهر أيلول، أو كما نسميه نحن، أبناء القرى الجبلية، شهر حرف الميم، بما معناه: مدارس، مؤونة، مازوت، مناسبات اجتماعية، مهرجانات، والتي وإن جمعنا أعباءها المادية نستخلص منها كلمة “مصائب”. لا سيما وأن الراتب أو الدخل يكاد لا يكفي المواطن حتى منتصف الشهر في الأيام العادية، فما بالكم إذاً في شهر أيلول؟

ولكن دعونا لا نتذمّر كثيراً، ولنتكلم بموضوعية وشفافية. أوليس حري بنا، نحن اللبنانيين، أن نحمد الله ونشكره أننا نعيش في بلد مثل لبنان، حيث كل مقومات العيش المترف والرغيد متوفرة لنا؟ بدءًا من الكهرباء المؤمنة على مدار ساعات اليوم، فلا مولّدات كهربائية، وبالتالي لا فواتير إضافية، مياه الشفة التي لا تعرف انقطاعاً عن المنازل والبيوت. مروراً بالشوارع الآمنة التي لا تشهد يومياً حوادثَ مميتة، إذ الحفر والمطبّات العشوائية غير موجودة على الطرقات. وصولاً إلى البيئة السليمة الصحية الخالية من مكبّات ومحارق النفايات، الشواطئ النظيفة والتي لم يمسسها بعد الاجتياح العمراني ولا ردم البحر والتي تشكل متنفساً للمواطن ولهواة السباحة في فصل الصيف، فضلاً عن الهواء العليل والنقي من الأدخنة والسموم والغازات المنبعثة من النفايات… وغيرها من الأمور الإيجابية.

لذا يا عزيزي المواطن، وإزاء كل ما تنعم به، وفي ظل دولة ساهرة على مصالحك، وهمها الأوحد تأمين احتياجاتك، لا بأس أن تجهد نفسك قليلاً في شهر أيلول وتتحمل جزءاً يسيراً من مسؤولياتك، بينما أنت تعيش برفاهية ورخاء بقية أشهر السنة.

(الأنباء)