لبنان يتلهّى بالحكومة… وإسرائيل تستخرج نفطنا 

تجددت حرب الصلاحيات بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف. وحده بيان المطارنة الموارنة عمل على سحب فتيل توتير الجو طائفياً أو مذهبياً. إذ بدا بيان المجتمعين في بكركي مستغرباً لإثارة مسألة الدستور وتعديله أو الالتفاف عليه عند كل استحقاق، وهذا تأكيد ضمني من قبل المطارنة على وجوب الحفاظ على اتفاق الطائف وعدم تجاوزه. وفيما استعر الخلاف حول الصلاحيات، ما ينذر باستمرار العرقلة والتصعيد، فإن الأجواء تشير إلى أن بعبدا ستتصلب أكثر في موقفها، خاصة أن الملاحظات التي أبداها عون على صيغة الحريري شملت تفاصيل كثيرة طالت الحقائب، وليس فقط حقائب القوات بل أيضاً حقيبة تيار المردة التي كان يعتبر أنه سيبقى محتفظاً بحقيبة الأشغال فيما عون أبدى رفضه لذلك، كما أبدى رفضه لحصول القوات على وزارة العدل.

وسط كل هذه السجالات، كان الرئيس نبيه برّي يدق ناقوس الخطر لحقيقة الوضع وخاصة الاقتصادي في لبنان، والذي ينذر بانفجار ما، إذ وصف البلد بأنه في العناية الفائقة، وفي الوقت الذي يتلهى فيه اللبنانيون بمناكفاتهم وصراعهم على الحصص، تعمل إسرائيل على استخراج النفط اللبناني من البلوكات الموجودة في المياه الإقليمية اللبنانية، وقد دعا بري إلى ضرورة التنبه لما يجري واتخاذ الإجراءات المناسبة لإجبار الإسرائيليين على وقف كل هذه العمليات.

وبحسب ما تشير مصادر متابعة، فإن العمل الإسرائليلي بالتنقيب عن النفط، يحصل بدعم وغطاء أميركيين، فيما لبنان يجد نفسه عاجزاً عن القيام بأي خطوة عملانية لوقف هذه العمليات، فيما هناك من يشير إلى أن الإدارة الأميركية تفرض شروطاً على لبنان أن يلتزم بها لأجل مساعدته في عملية ترسيم الحدود أو تحديدها، وهذه المساعدة تنجم عن المبادرة الأميركية التي اقترحت سابقاً وتولى العمل عليها ديفيد ساترفيلد، لكن تمت عرقلتها من قبل اللبنانيين، ومن بين الشروط المفروضة أيضاً هي الموافقة على ترسيم كامل الحدود البرية والبحرية، وتعزيز دور الجيش اللبناني على الحدود.

وفي إطار الضغط الأميركي على حزب الله وإيران، وفيما يعتبر البعض أن سيطرة حزب الله على تلك المنطقة ستؤدي إلى إستفادته من استخراج النفط، فإن الأميركيين يفضلون تأجيل العمل بالتنقيب عن النفط من قبل لبنان، إلى أن يتم التوصل إلى حلول نهائية لوضع حزب الله في تلك المنطقة، وهذا ما قد يحصل بموجب تفاهم مع الروس والإيرانيين، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن شركة توتال الفرنسية ستؤجل عملها في التنقيب عن النفط، وقد تم تأجيل زيارة لأحد المسؤولين البارزين فيها إلى لبنان، ما يشير إلى أن الضغط السياسي والمعنوي سيزداد في المرحلة المقبلة.

(*) ربيع سرجون – “الأنباء”