“التقدمي” متمسّك بحقه… فيما الانتحار السياسي متواصل!

يكاد سلوك هذه السلطة الحاكمة أشبه بالانتحار السياسي، فكيف يمكن لفريق عطّل البلد كرمى لعيون كرسي الرئاسة الأولى أن يتصرف بهذه الطريقة المستغربة، إذا كان فعلاً يريد عهداً قوياً؟

سؤال بات يثير الحيرة، خصوصًا وأن أهل السلطة يعطّلون البلد من أجل مطالب غير محقة لبعض حلفائهم، ومن أجل حصة منتفخة لهم على حساب قوى أخرى أعطاها الناس ثقتهم في الانتخابات، التي اعتبرها الفريق نفسه أنها مفصلٌ اساسيٌّ في مسيرة العهد، حتى إن هذا الفريق نفسه اعتبر أن حكومة العهد الأولى هي تلك التي تفرزها هذه الانتخابات.

وبالإضافة إلى نزعة الاستئثار هذه، ومدّ اليد على صلاحيات الرئيس المكلف، فإن بيان تكتل لبنان القوي ووصفه الصيغة التي قدمها الرئيس سعد الحريري بصيغة “رفع العتب”، لا يؤشر إلا إلى شعور متمادٍ بفائض القوة لدى هذا الطرف، الأمر الذي سيكون هو بحدّ ذاته، مقتل هذا العهد ومهدِّم أي آمالٍ به وبقدرته على الإنجاز.

فليس بالالتفاف على حقوق الآخرين ومحاولات انتزاعها تُبنى الدول، وفق قاعدة استنسابية يجري تطبيقها حسب الأهواء والمصالح، ولذلك فإن الحزب التقدمي الاشتراكي بات أكثر تمسّكاً بحقه التمثيلي. ففي موقفه صمود في وجه كل محاولات خطف البلاد والدستور والنظام السياسي.

موقف “التقدمي” أعلنه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط من بيت الوسط بعد لقائه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، بأن لا تراجع عن مطلب التمثيل بكامل الحصة الدرزية.

وعلى الرغم من أن المشاورات عادت إلى نقطة الصفر، إلا أن صورة المعرقلين الحقيقيين باتت أوضح أمام جميع اللبنانيين.

المحرر السياسي – “الأنباء”