خسئت محاولاتكم فهذا هو أفنيري

عبدالله ملاعب

أنباء الشباب

في اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، وجه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط رسالة الى متابعينه عبر توتير ذاكرًا الصحافي الاسرائيلي أوري أفنيري الذي غيّبه الموت في ذاك اليوم عينه. كما وتطرق وليد جنبلاط الى المراسلات التي جمعتهما معا. فمن هو أوري أفنيري؟ وكيف لوليد جنبلاط أن يراسل اسرائيليا؟

طالعتنا بعد تغريدة جنبلاط الذي تعودنا على اهتزاز الدنيا على وقع تغريداته، بعض الأقلام والأبواق التي ظنت أن ما ذُكِر في التغريدة باستطاعته الانقضاض على جنبلاط. ولكن الواقع والحقيقة تدحضان اي محاولة كهذه من صغار النفوس.

 

أوري أفنيري عزيزي القارئ، صحافي قاتل من أجل نشر الحق الفلسطيني في مجتمعه الاسرائيلي. هو من أوائل السياسيين الإسرائيليين الذين رفعوا العلم الفلسطيني في المظاهرات العربية– اليهودية المشتركة التي شهدتها المدن الاسرائيلية والتي ناهضت الاحتلال الإسرائيلي وممارساته الوحشية ضد الشعب الفلسطيني. أوري أفنيري يا سادة أسس مجلة “هعولام هزيه” التي عبرها قاوم الإحتلال الإسرائيلي بقلم لا يعرف المهادنة، حيث كان يصر على نشر ما يصل إليه من معلومات وتقارير رغم أنف جهاز الامن الاسرائيلي عامة والرقيب العسكري خاصة، في وقت أكدت فيه الوثائق أن الصحافة الإسرائيلية تعمل وفق اتفاق سرب غير معلن مع الرقابة العسكرية على محاسبة من ينشر ما قد يسيء إلى سمعة الاحتلال الإسرائيلي.

وهنا، تجدر الاشارة الى أن أوري أفنيري كان قد زار الرئيس الراحل ياسر عرفات في بيروت عام ١٩٨٢ حيث تعرض عرفات وقتها الى محاولة إغتيال من قبل الموساد الإسرائيلي والتي بالطبع باءت بالفشل. وعندها هنّأ أفنيري عرفات بالنجات من المحاولة التي كادت أن تقتلهما، معتبرا ان السبب الأول لفشلها هو يقظة ياسر عرفات وحسه الأمني الذي منعه من قضاء أكثر من ليلة واحدة في المكان عينه. هذه الزيارة هزّت الكيان الاسرائيلي الذي غرد أفنيري خارج سرابه لنصرة الحق والحقيقة. فما كان من والدته الا ان تحرمه من ميراثها احتجاجا على الزيارة.

أفنيري الذي انتقل لصف القضية الفلسطينية بعد لقائه عرفات وأنشاء حركة كتلة السلام، يدرك جيدا الارهاب الاسرائيلي والبربرية لدى هذا الكيان. كيف لا وقد اشتهر قوله: “أنت لا تستطيع ان تحدثني عن الارهاب، فأنا كنت ارهابيا”.

عليه، ننصح من يتذاكى علينا أن يقرأ قليلا فهو ما عرف شيئا وغابت عنه أشياء كثيرة. لأن العين لا تعلو عن الحاجب وما من أحد فلسطيني أكثر من القائد ياسر عرفات والحزب التقدمي الاشتراكي حزب القضية الفلسطينية من الرئيس الى أصغر رفيق ورفيقة.

(أنباء الشباب، الأنباء)