السياسة في إجازة العيد… والحكومة أكبر الأضاحي

يطلّ عيد الاضحى المبارك على اللبنانيين والبلاد أشبه بإجازة ليس فقط في الادارات الرسمية انما ايضا في السياسة وشؤون الناس وهمومهم، حيث تقاعد الجميع من مسؤولياتهم وبقي المواطن وحيدا يواجه مصيره وقدره.

الا ان الولادة الحكومية التي انتظرها اللبنانيون طويلاً تبدو انها دخلت في غياهب الدهاليز الداخلية والاقليمية، حتى انها باتت أكبر الاضاحي على مذبح التغيرات الاقليمية والدولية زمعها بات البلد بركته معلّقا على المعادلات المستجدة والاطورات الميدانية ومحاولات استثمارها لكسب البعض رهان التسويات.

هذا هو واقع لبنان الذي سيطول التماس معه طالما لم تحسم القوى السياسية خيارها واتخاذ قرار جريء بأن البلد لم يعد يحتمل اكثر من ذلك، فيما الاستحقاقات الداهمة تفترض ان تكون الدولة مستنفرة بكل قواها ووزاراتها لمواجهة التحديات، فقادم التحديات لا يواجه بتصريف الاعمال ولا بأبواب مجلس النواب المغلقة.

ففي عيد الاضحى الذي أعطى العالم أرقى معاني التضحية وبذل الذات، هل يتنازل القيمون على امر البلاد والعباد ويتواضعون امام المعاناة اليومية؟

لا يمكن التفاؤل كثيرا فالتجارب السابقة لا تبشّر بالخير، ففي الاستحقاقات الحكومية والرئاسية السابقة لم تضحي القوى السياسية نفسها في الاضحى ولا عرفت البلاد قيامة في زمن الفصح.

المحرر السياسي – الانباء