الحقد الخاص والعمى السياسي: جريدة “الأخبار” نموذجاً!

ليس جديداً على إبراهيم الأمين أن يكتب على صفحات جريدة “الأخبار” بـ”اللغة البعثية”، وليس جديدا ان يستخدم في مقالاته العبارات التي اعتاد أن يسمعها في مجالس المسؤولين السوريين، وهو الذي تنطبق عليه العبارات التي نعت بها في مقاله كلا من سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع.
كيف لصحافي يرأس تحرير جريدة أن يقنع القارئ بوجهة نظر، وهو لم يرقَ إلى مستوى أكثر مخبر في “أخباره” التي لم تنشئ أصلا إلا لتكون منبراً إعلامياً للنظام البعثي في لبنان.
لم يكتب “الأمين” ما يخدم نظام الأسد وما يطلبه منه، بحبر مسموم، للمرة الأولى، وليست المرة الأولى التي يتلفظ فيها بـ”اللغة البعثية” ذات المستوى المتدني في التخاطب، لكن ما كتبه في مقاله يؤشر إلى مرحلة يحاول النظام السوري التمهيد لها عبر اعلامه الموالي، كان قد سبق أن استخدم مثلها في مراحل سابقة، سبقت موجات الجنون والاغتيالات التي يجيدها حاكم دمشق.
الحقد الخاص يختزنه قلم إبراهيم الأمين كما قلبه، والعمى السياسي سمة من سمات كاتب “في موقع رئيس تحرير” يعتقد أن حاكماً – لم يرتو من دماء ملايين السوريين – يمكن أن يكون أكثر من “ديكور” للمصالح الدولية بإنتظار الانتهاء من رسم المعالم الجديدة للمنطقة. أما “قلة الأخلاق” فقد لمسها القارئ مذ بدأ الأمين عمله في جريدة الأخبار. وفي الختام فإن دعوتك إلى “فرض أمر واقع يقوم على تواصل عام مفتوح مع القيادة السورية”، لن يكون بإجماع وموافقة كل الاطراف في لبنان، كما انه لن يمرّ بالقنوات الرسمية، طالما أن الحريري وجنبلاط وجعجع يرفضونه. فإقتضى التوضيح.