مناقشة كتابي الدكتور عماد الغصيني في السمقانية

السمقانية – “الانباء”

برعاية رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط ممثلا بوكيل داخلية الشوف في الحزب التقدمي الإشتراكي عمر غنام، وبالتعاون مع مؤسسة العرفان التوحيدية، اقيم في قاعة ثانوية العرفان – السمقانية لقاء لمناقشة وتوقيع كتابي الدكتور عماد الغصيني “الشراكة الاوروبية – العربية”

The European Union’s Policy in the Middle East & North Africa

شارك فيه الدكتور كمال حمّاد والدكتور ناصر زيدان وحضره الشيخ سامي أبو المنى، ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، طلعت حمادة ممثلا وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، رئيس أركان الجيش اللبناني، اللواء الركن حاتم ملاك، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين، ومدير عام المؤسسة الشيخ نزيه رافع، مفوض التربية والتعليم في الحزب التقدمي الإشتراكي سمير نجم، أعضاء في المجلس المذهبي، قيادات أمنية، ومسؤولين حزبيين، وشخصيات مصرفية وتربوية، رؤساء وأعضاء مجالس بلدية وإختيارية، وحشد كبير من الحضور .

بعد النشيد الوطني اللبناني، وترحيب وتقديم من مدير ثانوية العرفان عفيف راسبيه ، تحدث الدكتور ناصر زيدان قائلا : “يختصر كتاب عماد الغصيني تاريخ حقبة مهمة من مسيرة العالم أجمع، إمتدت على ما يزيد عن سبعين عاما، لخص فيه أهم أحداث المنطقة العربية وأوروبا، اللتين كانتا ساحة أساسية لتفاعل الحراك الدولي “.

 

وتابع “رأينا كيف تراجعت أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وكيف تسلل إلى المشهد الدولي ثنائية قطبية أميركية – سوفياتية على حساب الإنهاك الأوروبي من الحرب، وكيف إنعتق العالم العربي، بعضه أو معظمه، من نير الإستعمار مستفيدا من هذا التراجع الأوروبي، وأعلن الإستقلال في أغلبية الأقطار العربية”.

 

وأردف “لقد رأينا أيضا في أصول هذا الكتاب كيف إستعادت أوروبا نهوضها بعد الحرب، وكيف بقي العرب في مكانهم، مما أعاد إلى أذهاننا السؤال الشهير لأمير البيان شكيب أرسلان “لماذا تقدم الغرب وتأخر العرب والمسلمون؟”.

 

وتطرق إلى علاقة أوروبا مع الكيان الصهيوني، المغتصب لفلسطين والمدعوم من الإنتداب البريطاني، وإعطائه إمتيازات، من قبل أوروبا، لم تعطها لشركائها العرب وهو حق المشاركة في وضع الخطط الإستراتيجية الإقتصادية ” .

 

وقال الدكتور زيدان “عالج الكتاب موضوعات هامة، بدء من حلول الثنائية القطبية، مرورا ببدايات تكوّن الإتحاد الأوروبي، حتى ذروة إكتماله”، مشيرا إلى تأسيس جامعة الدول العربية في منتصف أربعينيات القرن الماضي أي قبل تأسيس الإتحاد الأوروبي، لافتا إلى إخفاق الأولى في تحقيق وحدة طبيعية بين أبناء قومية عربية واحدة، بينما نجح الثاني في إرساء وحدة أوروبية متكاملة بين شعوب تنتمي إلى عشرات القوميات”.

 

وأثنى الدكتور زيدان على حسن تشخيص الدكتور الغصيني لأسباب إنطلاق حركة الحوار العربي الأوروبي في أعقاب حرب العام 1973 حين شعر الأوروبيون أن هناك ما يشبه الكيانية العربية الموّحدة في مواجهة العدوان الإسرائيلي وأن هناك نيّة عربية في إستخدام النفط كسلاح في مواجهة داعمي إسرائيل، مستشهدا ببعض مما ورد في الكتاب موضوع الندوة، لافتا إلى الأسباب التي جعلت من نتائج هذا الحوار مخيبة للآمال، ومنها الإستقرار التشريعي والأمني والنظمي الأوروبي ناهيك عن قوة الإقتصاد، التي أعطت مكانة متقدمة لدول الإتحاد الأوروبي، بينما أدت الفوضى التشريعية والإستبداد والإضطرابات الداخلية وتلاشي النظم والقوانين في غالبية الدول العربية إلى تراجع مكانة العرب في هذا الحوار .

وإذ سجل الدكتور زيدان بعض اللوم على الكتاب، منطلقا من “الواجب المهني الذي يفرض عدم المجاملة في المناقشة “، لناحية عدم تفصيل أسباب إخفاق العمل العربي المشترك مع الإتحاد الأوروبي، إلا أنه أشاد بالدكتور الغصيني الذي أجاد في سبر أغوار موضوع في منتهى التعقيد لكنه في منتهى الأهمية.

 

وختم الدكتور زيدان مداخلته قائلا: “الموضوعية تفرض علينا طرح بعض التساؤلات التي قد تتباين الآراء حولها. ومنها على سبيل المثال: لماذا حمّل الكاتب الغصيني الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ميتران مسؤولية تراجع الحوار العربي الأوروبي؟ ولماذا تم إغفال الصفقات الحديثة بين الجانبين العربي والأوروبي؟ كالتسلح العربي من الصناعات العسكرية الأوروبية، منهيا كلامه بالإشادة بكتاب الدكتور الغصيني كونه يغني المكتبة العربية في موضوعات تحتاج الى المراجع.

 

من جهته الدكتور كمال حماد تحدث عن الكتاب الذي يقسم إلى قسمين، متوقفا عند محطات أساسية فيه لمعرفة عمل وتوجه الإتحاد الأوروبي تجاه دول الجوار، وخاصة دول البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا، قائلا: “إستفادت دول البحر المتوسط وشمال أفريقيا، كما غيرها في شرق أوروبا من برامج سياسة الجوار الأوروبية منذ عام 2003 والتي هدفت إلى إقامة علاقات مميزة مع دول الجوار في منطقة، يتمنى الإتحاد الأوروبي أن تسودها الرفاهية وحسن الجوار على أسس وقيم الإتحاد الأوروبي، القائمة على مبادئ العلاقات الإنسانية والتعاون والسلام والأمن”.

 

وتابع شارحا الهدف من الخدمات والبرامج التنموية التي أطلقها الإتحاد الأوروبي بإتجاه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تقدم من خلال مؤسسة التعاون الإنمائي مشيرا إلى ما قدم إلى لبنان من مساعدات تنموية، أولا: في إطار التربية والتعليم العالي، ثانيا: السلطات والجهات الأخرى مثل مجلس النواب، القضاء، الأمن الداخلي وباقي القوات المسلحة، المجتمع المدني، والبلديات، ولعل أهمها، تلك التي قدمت في إطار الحوكمة الرشيدة، بناء القدرات، تفعيل العمل التشريعي، عصرنة الدولة، كشف مصير المفقودين وغيرها.

 

ورأى الدكتور حماد انه “على الإتحاد الأوروبي، وفي ضوء المستجدات ومنها الربيع العربي وتفشي الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية ، أن يقدم أطروحة جديدة تتشكل من خلالها سياسة الجوار”.

وبدوره تحدث الدكتور عماد الغصيني، لافتا إلى تشجيع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط  له على الكتابة، وهو الصديق الوفي للكتاب والكلمة، وعن مواكبته له حتى إستقرت أفكاره في مجموعة من الكتب. شاكرا النائب تيمور جنبلاط على رعايته الحفل، منوها بالنجاحات المميزة التي تحصدها مدارس العرفان، منذ تأسيسها وحتى اليوم.

 

ووجه تحية تقدير وشكر إلى كل من الدكتور زيدان والدكتور حماد على غوصهما في محتوى الكتاب والإستفاضة في توضيح أهداف الدراسات المعمقة التي أعدت للكتاب، وإلى القيمين على مؤسسة العرفان التوحيدية على إستضافتها في العام الفائت، معرض الكتاب الذي نظمته اللجنة المالية بالتعاون مع اللجان الثقافية والفنية، في المجلس المذهبي الدرزي.

 

كما أوضح الدكتور الغصيني الهدف من هذين الكتابين وهو تسليط الضوء على الإستراتيجيات التنموية في المنطقة ومدى إنعكاسها على الإتحاد الأوروبي.

 

وتخلل اللقاء تقديم الكتابين هدية من المؤلف على جميع الحاضرين، ثم اختتم بحفل كوكتيل.

(الانباء)