“رسائل منه وإليه” كتاب من إعداد خالد بركات عن المعلم كمال جنبلاط

كفرقطرة- “الأنباء”

برعاية رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، ممثلا بعضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي المحامي نشأت الحسنية، وبدعوة من المكتبة الوطنية – بعقلين ومن معد الكتاب خالد بركات، أقيم حفل إصدار كتاب جديد يدور حول المعلم كمال جنبلاط، تحت عنوان “رسائل منه وإليه” في دار البلدة – كفرقطرة، بحضور عضو مجلس قيادة الحزب خالد صعب، الأب إيلي كيوان، الشيخ إياد العبدالله، المدير العام السابق أنور ضو، مدير المكتبة الوطنية – بعقلين غازي صعب، رئيسة بلدية كفرقطرة ألين نصار،  معتمد العرقوب سهيل أبو صالح ممثلا وكالة داخلية الشوف في الحزب، وكيل داخلية الشوف السابق في التقدمي رضوان نصر، الدكتور ميشال كعدي، الدكتور سعود المولى، الأديب شوقي حمادة، الأديبة نازك أبو علوان عابد، الصحافي محمد سلام، رئيسة بلدية كفرقطرة ألين نصا، ومخاتير البلدة، رؤساء بلديات القرى المجاورة، عدد من المشايخ والآباء، ممثلين عن جمعية الإنماء الإقتصادي، كوادر وأعضاء من الحزب التقدمي الإشتراكي ومؤسساته الرافدة: الإتحاد النسائي التقدمي، منظمة الشباب التقدمي، الكشاف التقدمي، وجبهة التحرر العمالي، ونخبة من الكتاب والمثقفين.

إستهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني وتقديم وتعريف من عضو مفوضية الثقافة في الحزب، جودت طربيه، ثم كلمة بليغة ومؤثرة للأديب الدكتور ميشال كعدي، ختمها بأبيات شعرية واصفا المعلم كمال جنبلاط بالمفكر المتعدد والإستثنائي.

تلاه، خريج الأزهر الأديب شوقي حمادة الذي صال وجال في ثنايا فكر كمال جنبلاط، وفِي حيثيات الكتاب الذي يطلق في هذا الوقت بالذات، ليضاف إلى كتابات نخبة من الكتاب والأدباء والباحثين وإلى ما كتب عن المعلم سابقا، وليظهر مختارات مما كتبه كمال جنبلاط في فترات مختلفة.

وتحدث الباحث والمؤلف وأستاذ الجامعة اللبنانية الدكتور سعود المولى عن معرفته بكمال جنبلاط، وتعمقه في قراءته، فكرا ومعتقدا، وهو الذي شارك في العديد من المناسبات والكتابات والمؤتمرات التي أقامها الحزب التقدمي الإشتراكي على مدى ردح من الزمن.

ثم كانت كلمة لمدير المكتبة الوطنية – بعقلين، غازي صعب، أوضح فيها الغاية من إطلاق هذا الكتاب، والذي أعده خالد بركات، وأسهم في إطلاقه إلى النور عدد من المتحدثين في هذا الحف، مثنيا على مبادرة خالد بركات، والتي هي بمثابة تعبير عن الوفاء للمعلم كمال جنبلاط، لافتا إلى دور المكتبة الهام والذي أسسها وليد جنبلاط لكي تكون صرحا ثقافيا وطنيا، يحتضن ويتبني الأعمال الريادية وكل إنتاج إبداعي ليس في قلب المكتبة فقط، بل في كل مكان في هذا الوطن.

وألقى المحامي نشأت الحسنية كلمة صاحب الرعاية النائب تيمور جنبلاط ، قائلا: “أيها المعلم الحاضر أبدا في ضميرنا، في يومياتنا، أثقلنا غيابك”، مضيفا “كم نحتاجك اليوم، ويحتاجك الوطن وتحتاجك السياسة والسلطة قبل المعارضة، لتعيد إلى السياسة وقيادة البلاد رونقها وأصالتها وإتزانها وعقلها النير والرؤية الثاقبة التي تمتلكها لحماية الوطن وأبنائه”.

وتابع الحسنية: نلتقي تحت عباءتك على مساحة الوطن ليعود بنا الزمن إلى عهد الكبار والرجال الرجال، إلى مسلك الشرفاء، الأنقياء الأبرار. إلى زمن القائد والمسؤول الذي يملك عقل الكل وإرادة التغيير”.

وفي الكتاب موضوع الندوة قال الحسنية “نعود إلى رسائلك، إلى مسيرتك التي إنتصرت على الإغتيال والدم وبقيت محفورة في ضمير المواطنين والتقدميين الشرفاء، رغم كل السواد والظلام والحقد الذي يلف وطننا لبنان والمنطقة العربية، والتي تؤكد مجددا أنك بفكرك وأدبياتك وبرنامجك تقدم الحل فهو الممر والسبيل لخروج لبنان من مأزق الطائفية والمذهبية ونفقه المظلم إلى رحاب المواطن والمواطنية، وإلى دولة العدالة الإجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص. دولة فيها نظام إجتماعي إقتصادي، قائم على ديمقراطية جديدة سياسية وإقتصادية حيث الدين فيها يمثل القيم والمثل الإنسانية التي تدعو إلى الخير والمحبة والتسامح وليس إلى التعصب والتقاتل وإلى الحقد والضغينة وإثارة النعرات الطائفية التي لم تجلب إلى الوطن والمواطنين سوى القتل والدمار والفقر… نعود إلى رسائلك معلمي حيث الإنسان غاية والدولة بمؤسساتها كافة في خدمة هذا الإنسان الذي يبقى أرقى الكائنات الحية لأنه يتميز بالعقل”.

وأردف: “نعود إلى رسائلك في معرفة كيف نحمي الوطن ونبنيه ونؤسس لمجتمع تسود فيه الطمأنينة والعدالة الإجتماعية والرخاء والتقدم، نعود إلى رسائلك في الدفاع عن الفئات الشعبية والفقيرة. نعود إلى رسائلك من أجل التعليم الرسمي وجامعة وطنية تجمع شباب لبنان وطلابه وتبني وحدتهم الوطنية وتنمي قدراتهم العلمية والعملية لإنماء الوطن بدل تهجيرهم إلى الخارج، في وقت تهدر الفرص، والمال العام سائب ولا سلطة تحاسب أو تراقب والشعب فقير وجائع ومتروك لقدر الصفقات وتقاسم الحصص والمغانم، حيث كان صوتك الهادر ونظافة كفك رادعا لمن تطاول على لقمة الناس وصحتهم وعيشهم الكريم، نعود إلى رسائلك في الدفاع عن الديمقراطية والحريات العامة والخاصة وحقوق الإنسان حيث رفضت ورفضنا المس بهذه الحريات والتضييق عليها من خلال كم الأفواه وتقييد حرية الرأي والقول…”.

وأكد الحسنية “رسالتنا إليك معلمي هي أن مسيرتك مستمرة ونهجك محفوظ بقيادة رئيس الحزب وليد جنبلاط، ويستمر مع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط الذي حضن الأمل وحمل مشعل التغيير الحقيقي في التنمية وحماية مصالح وحقوق الفئات الشعبية، في الدفاع عن الجامعة اللبنانية والتعليم الرسمي، في حماية السلم الأهلي والمصالحة الوطنية، في الوقوف ضد الصفقات وهدر المال العام، في الكهرباء وسواها…، في حماية العمال وحقوقهم، في الدفاع عن المستأجرين وأصحاب الدخل المحدود من خلال مشروع التملك ومشاريع الإسكان، في حماية الضمان الإجتماعي وصندوقه الوطني والذي ناضلت لإنشائه، ولكن للأسف رفضه الفساد والمذهبية والمحسوبية”.

وختم “رسالتنا إليك أن ضمان الشيخوخة والصحة والتعليم للجميع سيبقى الهدف الذي نعمل من أجله، رسالتنا إليك أن الكيان اللبناني بجميع أبنائه في نظام ديمقراطي لا تنازل عنه، رسالتنا إليك أيها المعلم أننا متمسكون بفلسطين عربية وقضية، وبعروبة إنسانية منفتحة… رسالتنا إليك معلمي، هي رسالتك لن، أن التغيير قادم وفأس التغيير سيمحو التخلف والعصبية، والإنعزال والتطرف، وأن لبنان الديمقراطي، المزدهر، وطن لجميع أبنائه، سيخلق ولو بعد حين، رسالتنا إليك أن رسالتك أمانة يحفظها الرجال وأن العهد هو العهد والمبادئ هي المبادئ” .

وعبر معد الكتاب خالد بركات، في كلمته، عن الإمتنان لكل من كتب في كمال جنبلاط ووجه رسالة إليه، وللأصدقاء المشاركين في إحياء حفل إطلاق الكتاب، شاكرا الآباء والمشايخ الأفاضل، والسيدات والسادة، والحضور الكريم، وكل العاملين على إنجاح الحفل، مثمنا دعوة المكتبة الوطنية، وتنظيمها هذا الإحتفال.

ختاما، قدمت الأديبة نازك أبو علوان عابد، درعا تقديرية لمعد الكتاب خالد بركات، تكريما له، ثم وزعت اللجنة المنظمة كتاب “رسائل منه وإليه” كهدية إلى جميع من شاركوا في الإحتفال.

(الأنباء)