عندما يملك نقيب الصحافة جريدة صفراء… ويكتب كذباً عن “الاشتراكي”

“السلاح زينة الرجال” قالها يوما الامام المغيّب موسى الصدر معلنا المواجهة الكبرى من اجل كرامة لبنان وكرامة الجنوبيين، وهكذا كان هذا السلاح ايضا زينة التقدميين الاحرار طوال سنوات النضال من ثوار 1958 الى جيش التحرير الشعبي – قوات الشهيد كمال جنبلاط، فلم يكن هذا السلاح يوماً الا مصدر اعتزاز وفخر، وكيف لا وهو الذي كان رأس حربة إسقاط اتفاق 17 ايار وفتح طريق المقاومين الى بيروت والجنوب.

واما العناوين العريضة على الصفحات الاولى لبعض الصحافة الصفراء فما هي الا مدعاة سخرية، فمن دفع فاتورة الدم ليعبر الى السلام لا يهدم بيده جسور التلاقي التي عمل جاهدا طوال عقود لتدعيمها وتحصينها، الا ان بيت النضال والشهادة كالحزب التقدمي الاشتراكي لا يخجل بتاريخه ولا يسقط شهداؤه مع مرّ الزمن لا بل يبقون أكثر حضورا تماما كما فعل رئيس الحزب وليد جنبلاط في الذكرى الاربعين لاستشهاد كمال جنبلاط، مكرما إياه بتكريم ثوار 58 ومناضلي جيش التحرير الشعبي، وتماما كما تعني الصورة التي تداولتها وسائل الاعلام ويظهر فيها النائب هادي ابو الحسن متوسطا عناصرا من الحزب التقدمي الاشتراكي بلباس عسكري تحضيرا لذكرى 16 أذار 2017.

وانطلاقا من هذه الثوابت التي أكد عليها بيان مفوضية الاعلام في “التقدمي” تعليقا على ما نشره موقع ليبانون ديبايت الذي نشر صورا قال انها لعناصر اشتراكية مسلّحة، نكتفي بالاشارة الى ان “منشيت” صحيفة الشرق صباح الجمعة 17 آب 2018 ليست الا نقلا حرفياً لما ورد في الموقع الالكتروني المذكور، وبالتالي سبق وردّ “التقدمي” على مضمونه بالتفصيل، ولكن لا يمكن العبور مرور الكرام على تحوّل جريدة يملكها نقيب الصحافة اللبنانية الى صحافة صفراء تنشر كل ما وقع عليه يمين كبير محرريها، ضاربة بعرض الحائط أدنى اصول العمل الصحافي والاعلامي، ناشرة خبرا مغلوطاً وعلى صفحتها الاولى.

فأي حال سيكون لهذه المهنة طالما ربّ البيت على الدف ضارباً، وكأنه لا يكفي غلاف “نادين” وأخواتها وما يرتكب فيها بحق الوجه الحضاري للصحافة اللبنانية من فظاعات، وكم حريّ بك يا حضرة النقيب ان تبحث عما تبقى من كرامة مهدورة للصحافيين في لبنان بسبب تطاول اصحاب بعض الصحف على لقمة عيشهم وعدم دفع رواتبهم وتركهم رهينة العوز والمصارف بدلاً من ارتكاب جرائم معنوية على منابرك الاعلامية، التي عجباً كيف لا تزال صامدة رغم أزمة الصحافة الورقية الوجودية.

وختاماً لا بد من التأكيد على ان الحزب التقدمي الاشتراكي سيبقى في طليعة المدافعين عن لبنان والسلم الاهلي والعيش المشترك فيه، ومتى دعت الحاجة ليحمل السلاح دفاعا عن كرامة لبنان واهله لا يفعلها بالسرّ انما على رؤوس الاشهاد الا ان زمن الحروب في لبنان قد ولّى، على امل ان يقتنع بعض المغامرين بأن احقادهم لن توصل البلد الا الى بعض الاوهام التي تنشرها صفحات حضرة النقيب الصفراء ومثيلاتها.

“الانباء”