الحكومة بين الأحمر والأخضر… و”التشاؤل” عنوان المرحلة!

شديد التفاؤل يبدو رئيس مجلس النواب نبيه بري هذه الأيام إزاء تشكيل الحكومة. فالضوء الذي التمسته عين التينة مائلًا إلى الأخضر يبدو أنه ما زال أحمر قانيًا في بيت الوسط. تفاؤل الرئيس نبيه بري العارف في شؤون التأليف وشجونه قابله “تشاؤل” صريح لدى الرئيس المكلف سعد الحريري. فالرجل الذي استبعد فرضية “العرقلة الخارجية” يعمل بواقعية مطلقة: لا تشكيل قريب. لا فتورات بين الفرقاء. حصة الرئيس والتيار الوطني تلامس العشرة وزراء. معراب ستحظى بحقيبة تليق بحجمها من بين الحقائب الأربع. التوزير الدرزي محسوم ومحصور في الحزب التقدمي الاشتراكي. التمثيل السني من خارج حلقة تيار “المستقبل” فرضية ساقطة.

كل هذه المعطيات تتضافر وسط ليونة يبديها التيار الوطني الحر بعدما رميت عليه لائمة صريحة بتحجيم باقي الأحزاب وعلى رأسها القوات وبفرض خيارات ليست من صلاحياته على الرئيس المكلف. ذاك اللوم المتراكم، مقرونًا بأزمة اقتصادية تعصف بالبلاد وبمؤتمرات دعم دولية تربط تطبيقها بتشكيل الحكومة، يدفع في اتجاه تسريع وتيرة التشكيل. وفيما تقبل البلاد على 6 أيام تعطيل من ضمنها عيدا السيدة والأضحى ونهاية الأسبوع، تتلاشى أي فرضية تتحدث عن ولادة وشيكة.

وحيثما يمكن استقاء براغماتية الصورة من الحريري، يبقى الاتفاق على الأسماء بعدما أرسي نوع من توزيع الحصص كمًّا وكيفًا على مختلف الكتل. الى حينها، تنتصر لعبة الأضواء بين عين التينة وبيت الوسط إلى أن يزور الحريري قصر بعبدا متأبطًا تشكيلة نهائية مختومة من الجميع، لينتصر حينها لون دخان واحد: الأبيض!

رامي قطار- “الأنباء”