مواقف في خطاب عيد الجيش

د. ناصر زيدان (الأنباء الكويتية)

تقول أوساط سياسية متابعة إن ما جاء في خطاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في عيد الجيش يتعارض مع الكلام الذي نقله زوار الرئيس عنه خلال استقبالات نهار الثلاثاء في 31 يوليو.

وتلاحظ هذه الاوساط: ان هذه المواقف كانت جديدة لناحية صدورها شخصيا عن الرئيس، كما ان بعضها لم يفهم على حقيقته.

قال الرئيس عون «نريد حكومة جامعة لكل المكونات، ومن دون تهميش احد، كما نريد ان تعبر هذه الحكومة عن إرادة الناس التي افرزتها الانتخابات النيابية، من دون احتكار تمثيل أي طائفة من الطوائف، وألا تكون فيها غلبة لفريق على فريق آخر».

الاوساط السياسية المتابعة تعرف ان ما جاء في الخطاب موجه الى اطراف محددين، لأن الكلام الذي قاله الرئيس عون وتم تسريبه من قبل زوار قصر بعبدا في اليوم السابق للخطاب ـ ونشر في الصحف ـ فيه تحديد للجهات التي يقصدها في كلامه، وهي: القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المردة، وغمز من قناة الرئيس المكلف سعد الحريري.

وتسترسل هذه الاوساط من باب المقارنة الموضوعية فتقول: كيف يمكن المطالبة بتوزير نائب درزي نجح وحده من بين مرشحي حزبه السبعة بالانتخابات، والكتلة التي يدعي تمثيلها ينتمي اعضاؤها الثلاثة الى التيار الوطني الحر، وسيكون من بين هؤلاء تحديدا وزير آخر، وهو وزير الطاقة الحالي كما هو متداول، بينما هناك نواب منفردون، او كتل تتألف من نائبين او ثلاثة لا يتم توزير احد منهم، على سبيل المثال: النائب فريد الخازن، او النائب نقولا الصحناوي، او حتى النائبة بولا يعقوبيان.

اما كلام الرئيس عن احتكار تمثيل الطوائف، فتقول هذه الاوساط: كيف يتم التمسك بشمولية تمثيل طوائف كبرى من تيار او تيارين متحالفين فازوا بأغلبية نواب الطائفة ـ وليس بجميع مقاعدها ـ بينما يتم رفض ذلك عند احزاب أخرى، لأنها لا تؤيد طريقة عمل بعض المحسوبين سياسيا على الرئاسة.

ففي ذلك الموقف «صيف وشتاء تحت سقف واحد»، حسب رأي الاوساط ذاتها.

من جهة ثانية، فإن الكلام الذي نقله زوار الرئيس قبل خطاب عيد الجيش، ليس هو ذاته ما جاء في الخطاب في اليوم التالي، ذلك ان وصفه القوات اللبنانية بأنها تطالب بما ليس من حقها امام الزوار، يتعارض مع تمسكه بنتيجة الانتخابات.

كذلك فإن قوله امامهم: «انه سيلجأ الى حكومة بمن حضر اذا ما تأخر تشكيل حكومة جامعة» فيه تعارض مع صلاحيات الرئيس المكلف.

وترى هذه الاوساط المتابعة أن «هذه المواقف كأنها تسديد فواتير عن التزامات سياسية اعلنها اشخاص مقربون من الرئيس قبل الانتخابات، خصوصا في المطالبة بتوزير بعض الاشخاص الموالين، كذلك فإن هذه المواقف بدت كأنها اقتصاص من قوى لا تجاري مناصري التيار الوطني الحر في سياسته».

اقرأ أيضاً بقلم د. ناصر زيدان (الأنباء الكويتية)

التوازن السياسي في لبنان

قراءة مختلفة لأحداث الأسبوع اللبناني الطويل

انفلات التخاطب السياسي في لبنان: أسبابه ونتائجه

هل هناك ما هو أبعد من تمثيل نواب «سنة 8 آذار» في الحكومة؟

الرأي العام اللبناني لا يريد التصعيد السياسي

هل انقلبت صفحة التفاؤل.. أم أن التعقيدات غيمة خريف وستنجلي؟

استحقاقات لبنانية داهمة

عن نظرية عدم حصرية تمثيل الطوائف في الحكومة

عن خطورة وخلفيات ما حصل في المطار

لقاء بكركي الذي حرّك السواكن الحكومية

ماذا تقول أوساط معارضة عن الأحجام السياسية؟

مصالح لبنان في سورية ومصالح سورية في لبنان

ما مبررات مواقف «الاشتراكي» و«القوات» من تشكيل الحكومة؟

عن الانعكاسات الخطيرة لتوقف القروض السكنية

عن إشكالية حصة الرئيس الوزارية

عوامل التفاؤل والتشاؤم

مرحلة ما بعد الانتخابات والأحلاف السياسية

عن الآثار السياسية لاستبعاد النائب أنطوان سعد

لبنان: الحسابات السياسية تختلف عن الحسابات المالية

دائرة الشوف – عاليه: أرقام 2009 وحسابات 2018