سيركوبوليس في بيت الدين: عروض ساحرة على مدى ثلاثة أيام

نوال الأشقر (لبنان 24)

على مدى ساعة ونصف جالس الواقع عوالمَ الخيال على خشبة مسرح بيت الدين في عروض فرقة “Eloize” الكندية التي قدّمت “سيركوبوليس”، بمشاهد بصرية جمالية متحرّكة، فيها من الإبهار والتشويق والمهارة الجسدية ما يكفي لجعل الجمهور من كلّ الأعمار يستمتع مصفّقاً ومأخوذاً بعروض مبهرة فردية وجماعية، مزجت بين الرقص والسيرك والمسرح، صنعها اثنا عشر فناناً، واكتملت ضخامة العرض بتصاميم المسرح والمؤثرات الصوتية والفنية، بحيث اجتمعت كل عناصر التوليفة المسرحية بلقاء مزج فنتازيا الخيال بخيوط الواقع.

العرض الذي قدّمته فرقة “سيرك إيلوييز” مساء الخميس يستمر يومي الجمعة والسبت، وبأيامه الثلاثة تختتم مهرجانات بيت الدين الدولية موسمها لهذا العام متوجهة إلى كلّ أفراد الأسرة.

بداية العرض، اثنا عشر راقصاً ومؤدياً يدخلون بمعاطفهم الطويلة والقبعات الداكنة، وفي الخلفية مدينة صناعية تعلو فيها ناطحات السحاب، وتكثر الماكينات الحديدية والآلات الصناعية الحادة، وتتكدّس الأوراق على مكاتبها الداخلية، وفيما الجميع منهمك بالعمل والإنتاجية في تلك المدينة، يخترق اللهو والمرح رتابة العمل وكدّه، وشيئاً فشيئاً يسرق أعضاء الفرقة لحظات المرح، فتتطاير الأوراق من حولهم،ويُدخلون الألوان المفعمة بالحياة كالأحمر والأصفر والبنفسجي إلى تلك المشهدية، ويفرضون عالمهم، فتتراجع أصوات الآلات وتحل مكانها نغمات موسيقية صاخبة تارة وهادئة تارة أخرى.

وفي ظل خلفيات بصرية وسينمائية متعددة الأبعاد ،يبدع المؤدون في عروضهم الفردية والجماعية، يتفاعلون مع الجمهور ويشركونه في فرحهم ، وفي قالب مسرحي راقص معاصر يؤدّون الحركات الأكروباتية وألعاب الخفّة، مستخدمين الحبال والدواليب والعجلات.

عزفٌ موسيقي حي وإسقاط ضوئي رافق فرقة سيركوبوليس ،وجسّد الإستعراض المهارات الجسدية في مشهدية خطفت الأنفاس على مسرح بيت الدين، وشكّلت علامة فارقة في الإبداع الفني والحركي.