مرسال غانم: وليد جنبلاط السند الذي نتكىء عليه!

لم أتردد لحظة عندما وردني إتصال من الصديق الكبير وليد جنبلاط يعلمني فيه عن رغبته تكريم الحاج جميل بيرم. إنه ليس غريباً على وليد جنبلاط فتح الدار الكبيرة أمام الناس، كل الناس وليس غريباً عليه الوفاء لصداقاته الحقيقية ووقوفه الى جانبهم وتفقد أحوالهم.

على مدى اكثر من ثلاثين عاماً من عمري المهني، كان وليد جنبلاط السند الذي نتكىء عليه عند إشتداد الأزمات، والبئر الغميق الذي نسلمه الأسرار والحكايات الصغيرة كما الكبيرة، بسخريته، بإبتسامته، بثقافته، بعفويته، بتأففه، بتذمره، بغضبه، بصوته الهادر، بثورته. كنا نفهم على وليد جنبلاط ، وكنا نعرف متى وكيف وأين سيحمل قضايانا ومشاكلنا وهو كان يعرف كيف يفاجأنا بحلوله التي تأتي كما المعجزات وكما الهدايا.

كانت مناسبة لي لتوجيه التحية للأخ الصديق جميل، هي مناسبة لي أيضاً لأرد التحية لك، الى صديقي وليد جنبلاط، حارس الجبل، حارس العيش المشترك، وهو إذ جدد الدعوة لهذا العيش بالأمس في ذكرى المصالحة التاريخية هذا الأسبوع أقول ونقول له: شكرا وليد جنبلاط لأنك جعلتنا معاً ننسى جراح الماضي وقبور الماضي التي فتحوها ولتسكت كل أصوات الظلام التي لا تعيش إلا على الدم وهي تذكر بالصفحات السوداء التي طويناها معا منذ زمن.

مناسبة تكريم الحاج جميل ابن الوردانية هي محطة جميلة لأقول لك أنا أيضاً شكراً على وقوفك الى جانبي في كل لحظات مسيرتي المهنية والشخصية، وقد كنت لي الأخ والصديق، أهمس لك بكل ما يجول في خاطري أيام الإحتلالات وأيام العهود الظلامية وكنت على طريقتك تطرز الأشياء وحتى عندما جئتك أقول إنني سأغادر محطة “آل بي سي” قلت لي “المهم ان تبقى في لبنان”.

اليوم، نحن هنا لنشكر بإسم الجميع رعايتك ومجبتك لكل من قصدك ولكل المظلومين، ولنقول لك شكرا على صمدوك في وجه كل من إعتدى ويعتدي على الحريات وعلى حقوق الناس، شكرا وليد جنبلاط على إعلاء الصوت عالياً ضد صفقات الفساد والإفساد وما أكثرها في هذه الأيام، شكرا على نداءاتك اليومية حفاظاً على بيئتنا وثروتنا وتراثنا وهويتنا العربية.

وليد جنبلاط الزعيم، عابر الطوائف، رئيس الكتلة الحقيقية غير المركبة وغير المزيفة وغير المطرزة…

وليد جنبلاط حارس الجبل والعيش المشترك،صديق الناس الضعفاء والطيبين، تحية لك وأنت تكرم عبر جميل بيرم كل العصاميين الطيبين الأوفياء والناس الذين يقفون دائماً في وجه الغواصف والمتمردين كما أبناء الجبل في وجه المبشرين الجدد الغارقين في أحقادهم وفي فسادهم وفي بطولاتهم الوهمية.

حاج جميل، مباركة هذه اللحظات التي جمعنا وليد جنبلاط حولك وتحية لكل أبناء الجبل الصامد الى جانب وليد جنبلاط، من هنا الى فلسطين والى السويداء…

وشكراً…

(*) ألقيت في حفل تكريم الحاج جميل جميل بيرم بدعوة من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في المكتبة الوطنية- بعقلين، السبت 4 آب 2018.