جنبلاط من عبيه: لن يمروا على أجساد الدروز ونريد ضمانات روسية

عبيه- عامر زين الدين

أكد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي​ ​وليد جنبلاط​ أن “ما حصل في جبل العرب جريمة بحق أهلنا، وما حدث هو استمرار لما حدث عام 2015 عندما اغتالوا الشيخ ​وحيد البلعوس​، الذي رفض ​الخدمة العسكرية​ للشباب العربي الدرزي في ​الجيش السوري​ كي لا يذهبوا إلى جبهات ويقتلوا إخوانهم من ​الشعب السوري​ وقال هؤلاء سيبقون في جبل العرب ليدافعوا عن جبل العرب”.

كلام جنبلاط جاء خلال وقفة تضامنية ومشاركة مع أبناء جبل العرب بدعوة من ​مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز​ والهيئة الروحية للطائفة أقيمت عصرا أمام مقام الشيخ أحمد أمين الدين في عبيه. وقد تحولت إلى تظاهرة شعبية حاشدة رفع خلالها المشاركون صور الشهداء على وقع بث الاناشيد وإطلاق الشعارات المختلفة. بحضور شيخ العقل نعيم حسن، ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، والنواب، انور الخليل ، اكرم شهيب، علي فياض، بلال عبد الله، فيصل الصايغ، وائل ابو فاعور، هادي ابو الحسن، والنائب السابق علاء ترو، وممثل الوزير السابق وئام وهاب عصمت العريضي، ,واصلان جنبلاط، والشيخ وجدي أبو حمزة.

كما شارك ممثل أحد أركان الهيئة الروحية للطائفة الشيخ ابو يوسف امين الصايغ الشيخ اكرم الصايغ، والشيخ ابو صالح محمد العنداري، والمشايخ الاعيان، إلى جانب رئيس القضاء المذهبي فيصل ناصر الدين وقضاة المذهب الدرزي، ورؤساء لجان واعضاء المجلس المذهبي، ورئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين، ووفد قيادي من الحزب التقدمي الاشتراكي ووكلاء الداخلية والمفوضين، ورجال دين من المسلمين ومشايخ، وحشد من الشخصيات السياسية والإجتماعية وجمع غفير من المواطنين الذين تقاطروا من مختلف المناطق.

وسبق التأبين كلمة لشيخ العقل نعيم حسن جاء فيها،”بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين وسيد المرسلين وآله وصحبه الطاهرين الطيبيبن وعلى كافة الانبياء والمرسلين.
​​

الحمدُ لله حمداً لا انتهاء لهُ في السراء والضراء، إذ نقفُ خاشعين إزاء دماء غزيرة سُفِكت بفعلِ الغدْر والظُّلم والإرهاب. نقفُ مؤمِنين موحِّدين مُسلِّمِين بقضاء الله وحكمتِه التي تعمى عنها قلوبُ الظالِمين المُعتدين المجرمين.

تحيَّة إلى الشهداء الشهداء. تحيَّة إلى أحرار جبل العرب. تحيَّة إلى أهلِنا الموحِّدين الَّذين بذلوا عبر تاريخهم الشَّريف أرواحَهم ودماءَهُم بغزارةٍ وشجاعةٍ منقطعة النَّظير دفاعاً عن حرِّيتهم وحريَّة وطنِهم وعروبتِهم وأمَّتهم ضدّ كلّ المستعمرين وضدّ كلّ الظَّالمين.

نحنُ قومٌ في قلوبِهم كلمات الله من كتابه العزيز وهذه الكلمات لا تتآخَى مع نوازع الغدر والإجرام والخيانة والإرهاب الجبان الذي يعجز عن شرف القتال في وجه أعداءِ الأمَّة ليفتكَ بأحطّ السبُل وأخسّها بالأبرياء المؤمنين الصابرين.

يا بني معروف الاشاوس كنتم على مر التاريخ والكلّ يعلم ابطالاً مجاهدين رجالاً حقيقيين رفضتم الذل والاحتلال وتصديتم لأي اعتداء واليوم تعرضتم لهجوم مشين هي جريمة ضدّ الانسانية برمتها تجرّد مرتكبوها من فطرتهم الانسانية السليمة.

يا أهلَنا، يا قلبَنا، يا احباءنا في السويداء الأبية انتم في منطقة دخلت في لعبة صراع الأمم وفي غياب مجتمع دولي متخاذل عن وضع حدٍ لسفك الدماء ولجماعات تكفيرية ارهابية وفي عدم استقرار المنطقة دون حل عادل للقضية الفلسطينية ،ليس لنا سوى وحدتنا، وإخلاصنا للفضائل الإنسانيَّة التي لا يُمكن لإنسانٍ أن يعرفَ الله خارجاً عن سلوكها. ليس لنا سوى شجاعتنا وصبرنا وتصديقنا بعدالةِ الله التي لا شكَّ آخذة بنواصي الظالمين إلى سوء الخاتمة وبئس المصير.

في جبل لبنان أو في جبل العرب ، ومن معدن الرجال الأفذاذ، ومن طبائع الاحرار، قدّمت هذه الطائفة المعروفية عبر التاريخ اجلّ التضحيات واسمى المكرمات في الدفاع عن الاصالة والكرامة والحرية، وهذه كلّها لم تكن يوما في خدمة التعصب والانغلاق، بل كانت على الدوام في خدمة الوطن والعروبة والقيم الانسانية في الحرية والعدالة والتسامح، نرفع الصوت عالياً، نرفض التطاول على كرامتنا، نتضامن معكم في مصابكم الاليم، شهيدكم شهيدنا وجريحكم جريحنا، وما يحاك لكم يحاك لنا، نحن معكم في الدفاع عن الأرض والعرض معكم بمواجهة التعدي والظلم.وأياكم والفتنة مع ابناء وطنكم.

نسأله تعالى أن يلهمَكُم ويلهمَنا جميعاً الصبر والعزاء فنعمَ المثوى في الآخرة لأرواح الأبرياء الَّذين ظُلِموا وما ظَلمُوا، الَّذين صدَّقوا ما عاهدوا الله تعالى عليه من صدقٍ وأمانة. نسألُه أن يشدَّ من عزائمنا في وحدةِ الصَّفّ قلباً واحداً وسط العواصف، وأن يثبِّتَ في قلوبنا صدقَ الإيمان وصلابة الوقوفِ موقف الحقّ، وأن يرسِّخَ في نفوسِنا الإيمانَ بأنَّ شجاعةَ المخلصِين أقوى من جبروت كلِّ الطّغاة. وهو أرحم الرَّاحمين.

ثم جرت صلاة الغائب عن روح شهداء السويداء.

جنبلاط

وختاما القى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كلمة لفت فيها إلى أن “الأسد قال اليوم أن المعركة القادمة هي معركة إدلب وهو يريد تطويع أهل الجبل بالقوة وأخذ 50 الف شاب درزي إلى ادلب”، لافتاً إلى أنه “عندما قامت التسوية في الشام وحول الشام واجلي عشرات آلاف المقاتلين إلى إدلب بالتراضي والتفاوض، لماذا بقي تنظيم “داعش” في بعض مناطق الشام؟ هل من أحد يقول لي أن اسراب الطيران المتعددة الأميركية والروسية لم ترَ تلك التجمعات التي فجأة اقتادها النظام خلسة وانقضت على جبل العرب”.

ورأى أنهم “يستطيعون أن يستعينوا بالاتراك وبكل الذين أتوا بهم من مقاتلين من العالم ولكن نرفض أن يُضحى بأهل جبل العرب وقد يكون المشروع تطويع شباب جبل العرب”.

ولفت جنبلاط إلى أنه “بالامس جاء إلى ​لبنان​ رسول روسي، لقد بقيت هناك شعرة معاوية بيننا وبين ​روسيا​ ولكن نريد من هذه العلاقة ضمان لأهل الجبل وأن يبقوا بالجبل وأن لا يستخدمهم ​بشار الأسد​ وقوداً من أجل مآربه الشخصية”، وقال: “ليتني أملك السلاح لأتوجه معكم للقتال إلى جانبكم يا أبناء جبل العرب”.

وختم،”هذه هي رسالتي اليوم وأيضا لروسيا نقول نحن نختلف في تاريخنا فتاريخ بعض الشعوب التي قد نتفق معها وقد نبتعد. نحن لسنا الشيشان لا نريد أن يُضحى بالدروز ولا نقبل أن يمروا على أجسادنا في لبنان أو في سوريا ونصبح كما أصبحت قسما من الشيشان. هذه رسالتي لاصدقائي الروس ليحافظوا على ما تبقى شعره معاوية. وفهمهم الشعور الوطني العربي الدرزي وليفهموا شعور الشباب الذين رفضوا الذهاب الى الاتون الذي زج به النظام كل أنواع الإرهاب. يريد التضحية بجبل العرب من أجل المصلحة الخاصة. وسنتابع الاتصالات لأجل إبعاد المجزرة عن جبل العرب”.

رسالة

ووردت رسالة من عاطف فصل الله باشا هنيدي جاء فيها: “من جبل حوران الصامد الصابر المحتسب من سويداء القلب، من عرين الجهاد ومعقل البطولة من قلعة سلطان باشا الأطرش ورفاقه،
أحييكم أيها الأخوة الكرام في لبنان الشقيق جبلاً ومتناً شمالاً وجنوباً بِقاعاً وعاصمةً.
أحييكم وأنتم تقفون وقفة المؤازرة والتعاطف مع إخوانكم في سوريا عموماً وجبل العربِ خصوصاً بعد الاعتداء الجبان الذي استهدف المدنيين الأبرياء على يد تنظيم داعش الإرهابي ومن دفعه وموله وخطط له وسهل مهمته”.

أضاف: “لقد كانت مشاهد الشباب الذين نفروا صوناً للأرضِ والعِرضِ تستحضر إلى الذاكرة مشاهدَ ثوار جبل العرب ضد المحتل الفرنسي إبان الثورة السورية الكبرى والتي ضمت في من ضمت رجالاً من لبنان نفخر بهم ونعتز”.

تابع: “أيها الأخوة لقد أثبتُّم من خلال هبتكم لمؤازرتنا ومساندتنا بشبابكم الذين جاؤوا لمساعدة إخوانهم في جبل العرب أنكم شركاء حقيقيون في الدم والموقف ولقد استحق فعلكم هذا كل تقدير وإن كنا لا نستغربه من أبناء وأحفاد كمال جنبلاط ومجيد أرسلان والكثيرين من أحرارِ لبنانَ وأبطالِه”.

وختم قائلا: “إن المعركة لم تنته لهذا فإن وعينا يجب ألا يخف أو يقل”، مجدداً الشكر على الوقفة التضامنية.

(الأنباء)