عندما يصبح التواضع عملة نادرة!

ريما صليبا

اذا ما عدنا للوراء الى فترة من الزمن البعيد وأخذنا مثالا “السيد المسيح” لوجدنا في العشاء السري، تلك الهامة العظيمة تجثو على ركبتيها وتغسل اقدام تلاميذها امام الجميع دون الشعور بأي احراج وبالتالي دون انتقاص من قدرها…

المعلم كمال جنبلاط وفي اغلبية جمعاته بالفلاحين والعمال كان يتربع فيما بينهم، يناقشهم، يستمع اليهم ويشاركهم طعامهم، مفترشاً الارض بمنتهى التواضع…

فشخصية كمال جنبلاط بأخلاقه العالية وتواضع نفسه السموحة وقلبه الطيب ونيته الصافية تجاه الغير كانت تشبّه بخصال السيد المسيح وانطلاقاً من هذه السمات تأسس الحزب التقدمي الاشتراكي، على خطى كمال جنبلاط، طريقة تفكيره، عقليته، رؤيته وتحليله لواقع الأمور والأهم من كل ذلك كان في طريقة تعاطيه مع الآخر وأعني بالآخر: اي مواطن، اي رفيق، اي موظف، اي قريب او غريب، من منطلق انه انسان قبل كل شيء، انسان وجب علينا احترامه لشخصه ولأخلاقه، فهذا الآخر ايضا مثلنا يمتلك كرامة يعتز بها ويحارب لأجلها ويربي عائلته على اساسها، دمعته اغلى مما تتصورون  فلا يحق لأي احد منا مهما علا شأنه وإرتفع مركزه ان يعامله بطريقة غير لائقة كي لا اقول اكثر لأن مردود هكذا طريقة هو مجموعة عقد نفسية  او درجة غرور بلغها الشخص فجعلت منه متعجرفا في ردات فعل غير مبررة.

المراكز يا سادة فانية والمناصب كذلك انما معدن الانسان ونظرته للآخر تبقى الأساس فنحن من نصنع الكراسي وليس العكس.

تواضعوا فكمال جنبلاط كان مثالا يُحتذى… تعلموا منه احترام الانسان للانسان دون العودة الى أصله وفصله.

تواضعوا، هناك وليد جنبلاط واحد، وتيمور جنبلاط واحد ولمن أراد التشبه بهما واستعمال نفوذهما وسلطتهما عليه اولا ان يتحلى بتواضعهما، نعم تواضعهما مع الصغير قبل الكبير، مع المواطن العادي مع الموظف والرفيق فكيف اذا كان جنديا مجهولا يعمل بصمت منذ زمن؟؟

لا تنسوا ابداً ان ما انتم عليه اليوم من قوة ونفوذ هو بفضل اسم وليد جنبلاط.

لذا تواضعوا فإن كبيركم خادمكم وتذكروا دائما ان “ما من شجرة وصلت الى عند ربها..”

والسلام.

*عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي