ثقافة السلام الحواريّ.. لا الإستسلام الفئويّ!

هيثم عربيد

ندخل معترك الأحزاب الفكريّة والعقائديّة والإنسانيّة، فنراها بحلّة الأسس المعرفيّة والمبدئيّة التي تكتتب الجمال في إرساء لغة الوطن والإنسان، ونبحر في دوائراها وممراتها لندركَ الأبعاد الناصعة بتبيان الحقائق والأطر الهادفة إلى صقل الشّخصيّة الوطنيّة والعروبيّة، وكلّ ما يقارب ويجاري الإنتظام المؤسّساتيّ العام. ثمّ نعتمر الإنتماء ببناء الوطن ضمن الرؤى السياسيّة والمبدئيّة المتنوّعة، والّتي تصبّ في خانة العمل المنظّم والهاتف نحو منتديات الأصالة والتطوّر بقراءة الأبعاد المتنوّرة في تنشيط وترسيخ محبّة الوطن وبناء سلامه. وهذا ما يجذبنا نحو إبقاء العمل التنافسيّ المؤسّساتيّ متألّقاً لإثبات جوهرة الفكر، لأجل تكوّر النهج الوطنيّ بحقيقته التقدميَّة المنشودة.

ونمضي بالتعمّق في بعض الأحزاب الإنسانيَّة والعقائديَّة، حتّى نبحر بسلام وعمق المخطوطات المبدئيَّة التي خطّها كبار المؤسّسين ورفاقهم، وهي تتعدّى الحرف والكلمة والنصوص، لتدخل بجوهر الذّات والروح الإنسانيّة التوّاقة للخير والنضال، من أجل الحقيقة وندائها الدائم بكلّ مفاصل ارتقائها خلف كنوز العقول الفوّاحة بعبير العطاء!!!…

استناداً لمنظومة الهيكليَّة الحزبيَّة بكلّ مضامينها العاملة داخل الوطن، وكافة التيارات التي تجاري العمل الحزبيّ والوطنيّ، نرى أنّ الوطن تحكمه وتتحكّم به السياسات الّتي طوّقتها عقول الإدارة للنظام الطائفيّ الوطنيّ، عوضاً عن نثر بذور المؤسّسات ضمن مكامن القوّة بِلُغتِهم الإنتمائيَّة، وهذا المنحى الطائفيّ المتدنّي والمتهالك، لا يكتتب القدرة على إرساء حقيقة الدولة ومُرتقى الإنسان، وآليَّة حفظ وضمانة حقوقه البديهيّة بشكلٍ عام!!.. لطالما، مابرحت الأحزاب والتيارات تتغنّى بالمرتكزاتِ الوطنيَّة والمعرفيّة، وتحبُك النجاح الإنتخابيّ بمنحى أرصدتها المبدئيَّة أحياناً، وبالأطر الغرائزيَّة الطائفيَّة في الكثير الكثير من الممرات والأوقات والأساليب أيضاً، ورغم كلّ هذا تسكب الأحزاب روح الثورة والوعي الإنسانيّ في كلّ نظراتها وميادينها المتوغّلة بالرؤية لمنتديات بناء الدولة!!. فنراها تمتلك المنظومات العلميّة في إرساء نهجها وفكرها، وهي تتمتّع بالقدرات البشريّة والطاقات والإمكانات الواسعة، ولكن دون ثقافة حمل ونسج لغة ومفاهيم المبادئ وتأطيرها، لأجل بناء الدولة والوطن، من خلال تقريب البيّنات والأفكار والبرامج لإثبات وتحفيز وتحبيذ السلام الجوهريّ العقلانيّ، ولإتمام حقيقة المثابرة الواسعة بتطوير مقامات الدولة في النفوس ثمّ النصوص، وعبر ترسيخ فرح الديمقراطيّة، ومنظومة القوانين القائمة والمتجدّدة في عالم التشريع الهادف لملاقاة التفاعل الحقيقيّ في قراءة الواقع الحياتيّ والقانونيّ، والإحتكام لمضامينه الخيّرة بواقع التطبيق، والذي يفرض مآثر الإنغماس في دوائر بناء الدولة العادلة والمنصفة للجميع!!…

أمّا بعد كلّ هذا الواقع والمرتجى، نستصرخ القوى الحاكمة، والضمائر الوطنيّة الحيّة، أنّ تتخلى عن عروشها الطائفيّة رغم تكوكبنا جميعاً بالمنحى النظاميّ الطائفيّ الآسر، والمؤثر سلباً على الوطن والمؤسّسات والحياة، كي نكتسب ونمتلك الحقائق بالأسس الوطنيّة، وببدء تطبيق إتفاق الطائف الذي طال انتظار محتواه، وجعله بدائرة التنفيذ والتطوير رويداً رويداً، إن أردنا جميعاً بناء مرتكزات الوطن المعافى، وهذا يبدأ ويستمر ويتحقّق فقط بثقافة الحوار الوطنيّ التوّاق للخير والسلام في الشأن العام، وليس حوار المصالح وتوزيع المغانم، وإنشاد معترك بناء الدولة على القواعد التحاصصيَّة الّتي تلغي الحقوق البديهيَّة والقيمة الإنسانيَّة لوطن الكرامة والمواطنة والعدالة والكفاءة والنجاح!!!…

لذا، ينبغي خلق ديناميكيّة حواريّة رسميّة، ذات صلاحيّة تنفيذيّة قائمة وفاعلة وملزمة لكل القوى، وهي تهدف إلى التحدّي الحقيقيّ للخروج من هذا النظام الطائفيّ المُطوَّق والمُطوِّق للمنظومة المؤسَّساتيَّة الوطنيَّة الحقيقيَّة، ضمن الأُسُس الواضحة والصريحة، وبشكلٍ تدريجيّ من خلال تفعيل الحوار بكلِّ الملفات التي تواجه الوطن!!.. على أن تتكوّن هذه الديناميكيَّة من أرباب الفكر الإنسانيّ والقانونيّ والرؤيويّ، وتشمل كلّ شرائح الوطن السياسيَّة والمدنيَّة وحتّى الدينيَّة إن لزم الأمر، وبغضّ النظر عن النتائج الإنتخابيَّة، لأننا ندرك أنّ لبنان محكومٌ للتوازنات الدقيقة، ولكي نتشارك ونتوحّد في الإنتقال بالحوار فقط الحوار، إلى لبنان الحلم المتحقّق، والمنتصر لشعبه وللإنسان، ولسلامه المأمول والمرتجى والدائم!!!..

ختاماً، لا بد من التأكيد والتذكير، بأنّ مأسسة العقل الحواريّ الشامل، أضحت بمثابة الضرورة الملّحة التي يجب أن تراود الجميع، وخاصةً القوى الفاعلة والحاكمة والمأسورة بالنظام الطائفيّ المؤلم والبائد!!، كي يصار إلى إنضاج الفكر السياسيّ بكلِّ منظومات التقدّم والحداثة، واجتذاب الحقائق لعصرنة الوطن بروحيّة المحبّة الوطنيّة، والثقافة المسالمة والهادفة والمنتظرة، ثمّ اعتناق روح المبادرة المتمادية والمتسامية، واعتماد النظم المتطوّرة للنظام المستهدف والمبتغى من الشفافيّة الحواريّة وثقافتها المنتجة، والذي يمكن له أن يكون لنا شبكة الخلاص من المستنقع الطائفيّ المُهدّد للوجود الوطنيّ والإنسانيّ برمَّته!!!..

(الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم هيثم عربيد

نكتبها بالنّور كما تكتِبُنا!؟

 المرأة الإنسان!..

الزمان والمكان عانقـا الحقيقة برداء الكمال الإنساني!

متحف ومكتبة الموسيقى العربيّة، حلم الإرادة التصميم المنتصر!

أيّها الشريف! أنت الوعد الأخلاقي للنضال الإنسانيِّ!

الرفيق طارق يأبى الرحيل، وهو باق بأسرة العمر الجميل!

التهديد للوليد لم ينه حلمَهُ البتّه، بوطن السّلام والحياة

 المربي سليم ربح على عرشِ التَّربيةِ والمحبَّةِ والخلود

صرخاتُ الألمِ!!.. بدايةٌ لإدراكِ عالم معلمي الشهيد!!!…

الإنتخابات البلديَّة هي المنطلق لكسرِ حلقة الفساد والإفساد

كيف نعملُ يا كمال؟!.

نسمات محبتك الدائمة.. لم ترحل يا أمّي!.

كمال جنبلاط لم يرحل!

وداعاً نبيل السوقي .. والفكر التقدّميّ سيتوّج حلمكَ بالإنتصار!!!…

الرئاسة بلغة الممانعة وديمقراطية الإقصاء…

معلمي.. ثورة للإنسان والإنسانية.. والحقيقة والحريه…

سمير القنطار… شهيد الوطن المقاوم…

كمال الولادة والشهادة، رسالة فجرٍ دائمة، للحريّة والسعادة!!!…

فؤاد ذبيان.. أرزةُ عشق تربويّةٍ

الحِراك المدَني وخطى النجاح المتلاشية والمهدورة!!!..