بين الحريري والتيار… تكسيرُ جِرار ورؤوس!

حان دورُ العلاقة بين الرئيس المكلّف سعد الحريري والتيار الوطني الحرّ. حتى هذه العلاقة التي راهن كثيرون على صمودها وعلى متانة معدنها بدأ “سوس” التشكيل ينخر في عظامها حدّ خروج الفريقين عن صمتَيهما ومعهما رئيس الجمهورية.
هي ليست قلوبًا “مليانة” على شاكلة باقي العلاقات المترنّحة، بل خلافاتُ صلاحيات تجد ترجماتها البشعة في الحصص المتنازع عليها. خلافاتٌ استحالت ضغوطًا وتشكيكًا ما عاد الحريري قادرًا على تحمُّلها فكان موقفه الحازم للمرة الثانية: أنا الرئيس المكلف. فهمَ الجميع أن الرسالة هذه المرة موجّهة إلى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وفي درجة ثانية إلى رئيس البلاد. هكذا وفي موقفٍ مفاجئ نفّس الحريري عن مكنوناته، بعدما بلغته رسالتان قاسيتان على ما علمت “الانباء” إحداهما من البرتقاليين وعنوانها “الثلث المعطّل لهم ولحلفائهم” وهو ما لن يرضى به الحريري حتمًا. وثانيتهما من القصر وفحواها إلماحٌ بإجراءات دستورية تصل حدّ المساءلة في حال لم تُشكَّل الحكومة قبل إطفاء الشمعة الثانية لعهد الرئيس عون.
كلتا الرسالتين تلقفهما الحريري بغضب ولكن من دون أي دعسة ناقصة على ما تشير أوساطه، مؤكدة أن الحريري أذكى من أن يخوض معارك مع رئيس الجمهورية الذي شكّل معه ثنائي عهد متماسكًا. وتلفت إلى أن خصوم الحريري يؤيدون أي خطوة تصعيدية ضدّه ويدفعون في هذا المجال.
وتتكرّس الخلافاتُ عند عتبات عقد التشكيل الثلاث وتحديدًا العقدة المسيحية حيث يحاول الحريري جاهدًا منع ظلم القواتيين ومنحهم حقيبة سيادية هي العدل، على وقع امتعاض عون من هذا الطرح بعدما احتسب هذه الحقيبة من حصّته. وفيما تولى تكتل لبنان القوي تلميع الصورة إزاء احترام صلاحيات الحريري المُكلّف والترحيب بتعزيز حصّة معراب كمًّا وكيفًا، تتكثف اللقاءات على خطّ الرابية-بيت الوسط وتحديدًا بين الوزيرين الياس بو صعب وغطاس خوري على أن تُكلَّل بلقاء الحريري-باسيل الذي لن يتأخر انعقادُه أكثر من أيام أو ربما ساعات!

رامي قطار- “الأنباء”