لم اتطرّق الى ذِكرهم مع ذِكرك اذ لا يسعني تدنيس ذِكرك بذِكرهم..
لم اتطرّق الى صفحاتهم الملطخة بالدم..
لم اتطرّق الى كتابهم المهترئ المبتلي..
لم اتطرّق الى حقدهم و رغبتهم في الفساد..
لم اتطرّق اليهم كرامةً لذِكرك ورفعةً لاسمك..
يا بطلنا المهيب…

تعالينا على الجِراح و اخذنا استشهادك بصدورنا، فما من مكانٍ ارقى من القلب لتسكن فيه، ولا مكانٍ اشرف من الصدور لتمكث فيه..

هل لي ان اُذَكِّرَك بقولك؟ هل لي ان اُذَكِّرَكَ بيقينك ان عزرائيل بذاته لن يتمكن من قبض روحك؟؟

ولكن مهلاً…
فقد كنت على حق، اذ نشعر بروحك المَرِحة معنا وضحكتك المشرقة وكلماتك المهذبة، ونشعر بقوة سواعدك ورباطة جأشك وحسن اخلاقك وكل ما اجتمع فيك من صفات الطيبين الاحرار..

يا اخي الشهيد…
انه الختام، انه تَغَيُّر الزمان، انه ازالة السِتار عن الأشرار، انه الوقت الذي تتلاقى فيه الاحرار والاقدار، انه زمن العدالة، ان العدالة آتية…

…لن ننسى ولن نسامح…

(الأنباء)