هكذا يحاولون استثمار معركة درعا في لبنان

في الوقت الذي يعلن فيه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تفاؤله حول إمكانية ولادة الحكومة خلال أسبوع أو أسبوعين. تلاقيه وجهات نظر متعارضة تستبعد إمكانية ولادة الحكومة في هذه الفترة القريبة. يقول هؤلاء إن الحريري كان يوحي بأن الحكومة ستتشكل في فترة عيد الفطر المبارك، وبعدها قيل إنها ستتشكل بعد زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وبعدها إثر نتائج قمة هلسنكي. لكن وفق ما تؤكد المصادر المتابعة فإن ما يؤخر عملية تشكيل الحكومة، هي عوامل داخلية ذات إرتباطات خارجية.

العوامل الداخلية تبدأ بالحصص والصراع على الأثلاث، ولا تنتهي بالرؤية السياسية والإستراتيجية للمرحلة المقبلة، وكيفية تعاطي الحكومة مع جملة ملفات على رأسها ملف اللاجئين السوريين والتنسيق مع النظام السوري. وهذا ما يدفع المطلّعين إلى التأكيد على أن ما يشكل الحكومة، هو إيجاد صيغة لبنانية وتوافر ظروف دولية توضح آلية التعامل مع هذين الملفين.

وفي هذا الإطار، هناك من يحاول استباق الإستثمار بالتطورات، بالإستناد إلى نتائج معركة درعا السياسية وهزيمة المعارضة، لأجل تصريفها في لبنان، سواء بطرح مسألة إعادة اللاجئين بالتنسيق مع النظام السوري، أو بطرح إستعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان وسوريا سياسياً وإقتصادياً إنطلاقاً من مبدأ فتح المعابر بين سوريا والعراق وسوريا والأردن.

وهذا الهدف وما وراءه هو الذي يدفع التيار الوطني الحرّ إلى التمسك بالمطالبة بثلث معطل، وإستمرار محاولاته في حرمان تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي والقوات اللبنانية من الحصول على هذا الثلث،  لعدم تمكّنهم من تعطيل أي قرار أو محاولة من هذا النوع.

وفي هذا الإطار تضع بعض المصادر زيارة مبعوث الرئيس الإيراني حسين جابري أنصاري إلى لبنان الذي التقى رئيسي الجمهورية ومجلس النواب ووزير الخارجية، وكانت له مواقف لافتة، أبرزها أهمية عودة اللاجئين بالتنسيق مع النظام السوري، وإستعادة العلاقات. وثانيها الموقف الإيراني مما يحصل في سوريا، وهذا ما تشير مصادر متابعة إلى أنه حمل رسالة إيرانية إلى لبنان بأن إيران لن تنسحب من سوريا، ولم يحصل أي توافق دولي على إخراجها من هناك أو تطويق نفوذها، وبالتالي فهي باقية على الأراضي السورية، كما انها تحاول تعزيز موقفها الرافض للإنسحاب الأميركي من الإتفاق النووي، وهذا ما تسعى إلى تشكيل رأي عام دولي مناقض له، وقد يكون لبنان أحد الخيارات الإيرانية لهذا الصدد، وعليه لا بد من توقع المزيد من شد الحبال الإيرانية.

ربيع سرجون – الانباء