كيف أصبح اللاجئون مذنبين… هذا ما نصح جنبلاط بقراءته

“إن شخصية اللاجئ، التي كانت تدفع سابقاً الى الرحمة الانسانية وتحث على تقديم المساعدة، قد تم تلطيخها وتدنيسها”، يقول زيجمونت بومان في كتابه “الحيوانات الضائعة”، الذي يخبر فيه كيف أصبح اللاجئون غير مرغوب فيهم، وكيف يُنظر اليهم نظرة كل ما يهابه المجتمع الحديث، فهم المذنبون في هز استقرار مجتمعاتنا.

يحدث ذلك في كل مكان، في أحاديث السياسيين او مباشرة عبر شاشات التلفزيون من اميركا الشمالية الى جنوب آسيا، ومن اوروربا الوسطى الى الشرق الاوسط.

بهذا التقديم يمهّد الكاتب ناصر ياسين لكتابه “101 من الحقائق والأرقام حول أزمة اللجوء السوري”، حول أزمة العصر المتمثلة بقضية النازحين السوريين، والذي اقترح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على البعض، وللخروج من “السجال غير المنطقي”، أن يطّلعوا على هذا الكتاب الذي أعدَّه معهد عصام فارس للسياسة العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت وأنجز بدعم من المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين، قائلا: “إنه كتاب مفيد جداً، وأنصح به”.

من خلال تصفح هذا الكتاب يمكن تكوين فكرة عامة وبأدق التفاصيل والارقام حول ازمة اللاجئين، حيث يقدم الكاتب صورة تفصيلية للازمة منذ ولادتها بالاضافة الى خريطة دقيقة لحياة اللاجئ وحاجاته، متطرقا الى الخسائر على صعيدي التطوير البشري والاقتصاد المحلي داخل سوريا والظروف المعيشية للاجئين السوريين.

كما يقدم الكتاب شرحا للوضع القانوني للاجئين السوريين في البلدان المضيفة وللعلاقات الاجتماعية ما بين اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة، كما يفرد فصولا خاصة لكل من الصحة والتعليم والمعيشة، بالاضافة الى طبيعة إنفاق اللاجئين السوريين واستثماراتهم في المجتمعات المضيفة.

هذا ويعرض الكتاب للاستجابة للازمة السورية والاحتياجات غير الموفرة للسوريين والبلدان المضيفة، مستعرضا الآفاق المستقبلية للاجئين السوريين.

فباختصار، يُقدّم هذا الكتاب البيانات الرئيسية حول أزمة اللجوء السوري، مع أدلة على تأثيرها على التنمية البشرية والاقتصاد المحلي داخل سوريا والمجتمعات المضيفة، على امل ان يأخذ البعض بنصيحة جنبلاط ويقرأ.

“الانباء”