ما علاقة كلام باسيل عن النظام السوري مع تأليف الحكومة الجديدة؟

يسير الرئيس سعد الحريري بين النقاط. يريد الحفاظ على تحالفه مع رئيس الجمهورية، ولكن أيضاً يريد تحصين تحالفه مع الحزب التقدمي الإشتراكي والقوات اللبنانية. ولذلك هو لا يريد لأي تحالف أن ينتصر أو يتقدم على الآخر. هذا أحد أوجه تأخر إنجاز التشكيلة الحكومية، والتي تصطدم بمطالب رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل. اذ أن الشروط المفروضة يقرأ الحريري فيها محاولات لتحجيم دوره وتقويض مساعيه وصولاً إلى ما يمس بصلاحياته.

بعيد عودته من الخارج فعل الحريري إتصالاته، وللغاية عقد لقاءاً مع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ومع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، حيث جرى التوافق على ضرورة الحفاظ على التسوية والإستقرار، وتسهيل تشكيل العملية الحكومية. في مقابل مواجهة كل محاولات الحصار أو القفز فوق نتائج الإنتخابات النيابية.

ردّاً على هذه المساعي، لجأ باسيل إلى خطوة تصعيدية، وهي بكلامه عن النظام السوري وإستعادة العلاقة معه، في خطوة تستفز أكثر من نصف اللبنانيين، وتستفز بالتحديد رئيس الحكومة المكلف، الذي حتى الآن يرفض أي شكل من أشكال التطبيع وإستعادة العلاقات. لكن كلام باسيل لا يمكن فصله عن إطار التصعيد السياسي على خطّ تشكيل الحكومة، وهو يلجأ إلى هذا الأسلوب لتحسين شروطه، ولكن إدخال إسم النظام السوري في مبارزة التشكيل، فهو يوحي بما هو أسوأ من مجرّد التصلب بالمواقف، خاصة إذا ما اقترن بكل ما يحكى عن مساع للتنسيق مع النظام بغية إعادة اللاجئين إلى سوريا. هذا الكلام لا ينفصل عن كلام سابق حول محاولات إسقاط تكليف الحريري بجمع 65 نائباً يسقطون تكليفه وما يعني ذلك من محاولات تكريس لمفاهيم دستورية جديدة خارجة عن الطائف، اليوم إدخال إسم النظام السوري في حمأة الخلافات الحكومية، هو ماحولة لإحراج الحريري إما لإخراجه أو لإخضاعه.

ربيع سرجون