لم يعد الأمر غريبًا بسيطرة أوروبا على نهائيّات كأس العالم، فالمربع الذّهبيّ شهد تواجد 4 منتخبات أوروبيّة “انجلترا، بلجيكا، كرواتيا والبطلة فرنسا.”
المباراة الأخيرة في كأس العالم 2018 ، مباراة انتظرها الملايّين من المشجّعين بدأت بمحاولات كرواتيّة متعدّدة طغت عليها أجواء الجمهور الدّاعم لهم.
بيريزيتش اللّاعب الأخطر في الشّوط الأوّل كان الأكثر تحرّكًا، فقد قام بتمرير كرة عرضيّة خطيرة فشل بإيصالها لزميله في الدّقيقة 14، لتعود الكرة للفريق الفرنسيّ، فيسيطر غريزمان عليها ويحصل على خطأ من بروزوفيتش في الدّقيقة 17 ليمنحه كرة ثابتة يسجّل فيها مانزوكيتش هدفًا لفرنسا في مرمى فريقه برأيسّة عن طريق الخطأ.
تستمر المباراة بمعركة في الوسط، فيستفيد مودريتش في الدّقيقة 20 من خطأ تسبّب له كانتي، وفي الدّقيقة 21 المدافع فيدا يسدّد رأسيّة تصل بعيدًا، ومن ضربة الحارس لوريس يحصل امبابي على الكرة ليهجم بها على شباك كرواتيا لكنّ فيدا يعود ويمنعه من المرور.
كانتي يتحصّل على ورقة صفراء بعد تدخّله على بيريزيتش في الدّقيقة 27، ليحاول الأخير التّعديل ويسجّل هدف التّعادل من كرة ثابتة ثم رأسيّة تذهب لكرة أرضيّة تمرّ إلى الشّباك بين دفاع فرنسا، وهذا ما يجعل فرنسا تقبل الهدف الأوّل منذ دور ال 16.
هدف في كلّ شبكة، هكذا استمرّت المباراة حتّى الدّقيقة 33 حيث حصلت فرنسا على ركنيّة سدّدها غريزمان لكنّها تلمس يدّ بيريزيتش مما يستدعي الحكم للّجوء إلى تقنيّة الفيديو، فيعطي ضربة جزاء لفرنسا، يسجّل من خلالها غريزمان الهدف الثّاني لمنتخبه في الدّقيقة 37.
تعود كروايتا من بعيد بعدّة محاولات أخطرها في الدّقيقة 45 لكنّ الكرة تضيع.
3 دقائق بدل ضائع يضيفها الحكم الأرجنتيني لا تأتي بأيّ جديد لينتهي الشّوط الأوّل بتقوّق عدديّ للهجوم الكرواتيّ مع روح كبيرة وتفوّق كرويّ لهم قابله تفوّق بالأهداف لفرنسا. ولن ننسى بيريزيتش القوّي هجوميًّا، فقد استطاع المرور والتّفوّق على بافارد الّذي تنقصه الخبرة دفاعيًّا.
يبدأ الشّوط الثّاني بضغط كرواتيّ يتمثّل بتسديدة رائعة من ريبيتش في الدّقيقة 47 يوقفها الحارس لوريس.
والمونديال حتى الآن يبتسم للدّيك الفرنسيّ بالرّغم من الضّغط القويّ من لاعبي كرواتيا الّذين حاصروا فرنسا وأوقفوا كانتي الّذي خرج مصابًا ودخل مكانه انزونزي.
وبهفوة دفاعيّة قاتلة بوغبا يخطف الهدف الثّالث لتقع كرواتيا بصدمة تجعلها تتراجع في مستواها، ولم يكن ينقصها إلّا هدف رابع صاروخي من امبابي، يردّ عليه مانزوكيتش بتسجيله الهدف الثّاني لمنتخبه بعد هفوة من الحارس لوريس في الدّقيقة 68.
يعود مدرّبا الفريق في الدّقيقة 70 لإجراء بعض التّعديلات فيدخل كراميريتش مكان ريبيتش في منتخب كرواتيا، وتوليسو مكان ماتودي في منتخب فرنسا.
ويُكمل الفريقان بامتاع الجماهير الّتي بلغ عددها 78 ألف متفرّج، فيحاول راكيتيتش التّسديد في الدّقيقة 88 ولكنّها تذهب بعيدًا عن مرمى لوريس.
5 دقائق إضافيّة لم تغيّر النّتيجة لتفوز فرنسا على كرواتيا بأربعة أهداف مقابل هدفين وتحصل على الكأس الأغلى في كرة القدم.
وهكذا توّجت فرنسا في المباراة رقم 900 لكأس العالم بطلةً للعالم للمرّة الثّانية في تاريخها بعد خروج الكبار وعدم توفّق بعض المنتخبات الأخرى بأداءٍ مميّز خلال البطولة.
وقد حصل امبابي على جائزة أفضل لاعب شاب في البطولة كما كان متوقّعًا، والرّائع مودريتش أفضل لاعب، وجائزة الهدّاف ذهبت لهاري كاين. أمّا أفضل حارس فنالها البلجيكي كورتوا عن جدارة.