الشعوب ضحية الأطماع الدولية والأسد فقد دوره الأقليمي

منير بركات

في هذا العالم المترابط والمتناقض لا يمكن فيه فصل القضايا عن بعضها، لتصبح معها مسألة الصراع ساخنة كانت أم باردة، وظيفتها تحسين شروط الأطراف لا سيما الاساسية منها وتحديدا الدول الكبرى التي تستأثر بالمكاسب والمصالح المهمة .
لقد أصبح العالم تحت رحمة الولايات المتحدة وروسيا، كل طرف منهما ينصب نفسه الحماية لحلفائه، ويقوم بأبتزازهم بالمال وصفقات الأسلحة واملاء شروط التبادل التجاري والاقتصادي واستثمار مصادر الطاقة الخ .
تقوم الولايات بأخضاع اوروبا والسعودية ودول الخليج وتذويبها في خطتها الإستراتيجية ثمنا لحمايتها من الروس وإيران، وروسيا بدورها تقوم بحماية ايران وحلفائها من التهديدات والعقوبات الاميركية مقابل مصالحها .
إلا أن الملف السوري يبقى المسألة المحورية في تبادل الرسائل بين جميع الأطراف والتي ارست واقعا سياسيا تقاطعت فيه المصالح الأميركية والروسية والاسرائيلية، والني تبدأ بضمان أمن أسرائيل في حدودها الجنوبية مرورا بتقاسم النفوذ ومصادر الطاقة بين اميركا وروسيا وصولا آإلى وضع بشار الاسد وبقايا النظام كتغطية لبقاء التواجد الروسي وتنفيذ الخطط المطروحة في الوقت الذي يعتبر فيه بشار الإسد الحلقة الأضعف التي ينظر اليها العالم من زاوية مسؤوليته عن تهجير ملايين من النازحين والجرحى والمعتقلين والقتلى ، والذي اصبح خارج أي دور أقليمي بما فيها داخل الساحة اللبنانية ، في الوقت الذي تعتبر الحرب في سوريا لم مستمرة وسوف تبدأ في مرحلة جديدة سوف تشهدها مناطق القتال ، وبتطور نوعي من حرب العصابات وأعمال العنف لفترة طويلة لن تخلو من استهداف القوات الروسية والأجنبية بشكل عام .
لذلك يعتبر النفوذ الايراني وتبعاته في سوريا سيشهد ضعفا في التأثير السياسي والعسكري في مختلف الوضع الاقليمي اللبناني والسوري واليمني والعراقي ، يعززها التطورات الداخلية التي تعيشها أيران والتي من المحتمل أن تصل فيها لإحدى الخيارين، إما ارتكاب مجازر دموية في قمع المعارضة وبقوة القيادة الدينية ، وإما الهرب الى الامام في التورط بحرب اقليمية توحد فيه وضعها الداخلي وتعزل المعارضة؟ والحرب أصلا تريدها اميركا وأسرائيل .
في الأستنتاج يتبين بعد التزامن بين اللقاء الاميركي -الأوروبي. والروسي- الايراني عشية القمة بين ترامب وبوتين ، بأن كل فريق يحاول تعزيز وزنه وشروطه تحت سقف التقاسم والحصص وتوزيع مواقع النفوذ والشعوب تكون الضحية وتدفع ثمن غطرسة وأطماع السياسة الدولية .

*رئيس الحركة اليسارية اللبنانية

اقرأ أيضاً بقلم منير بركات

طلّة راقية في ذكرى مولده

لن يتمكنوا من تغيير هوية الجبل ووجهه

التحذير الفرنسي للبنان شبيه بتحذير السفير الفرنسي قبيل اجتياح 1982!؟

مفهوم الدولة وشروط تكوينها 

مكامن الخلل في تجزئة الحرية؟

أهل التوحيد والتاريخ المجيد… غادروا الماضي واصنعوا المستقبل !؟

الألفية التاريخية للموحّدين الدروز

تحفّزوا بالقامات الكبيرة يا حديثي النعمة!؟

بعيداً من التبسيط.. البلد على حافة الهاوية!؟

العقوبات غير المسبوقة تصيب مقتلاً في النظام الإيراني

الموحّدون الدروز: المخاوف من إطاحة الوطن

مبادرة “التقدمي”: خطوة متقدمة لحماية الحريات العامة

على الرئيس المنشود ممارسة القمع لكي يكون مرشح الناخب الأول!؟

تلازم الفاشية مع الطائفية ومأزق الحكم

أين المصير الواحد والبلد الواحد واللغة الواحدة من كل هذا؟

المطلوب وقفة موحدة ضد النظام!

بلورة المشروع الوطني المعارض

رسالة الى رئيس الجمهورية

الاطاحة بالطائف يعيدكم الى حجمكم!؟

تذويب الانقسام التاريخي لمصلحة الوحدة الداخلية