“فنجان قهوة”… وخبر سارّ من السعودية الى لبنان

على كتف ربوة في برمانا، حيث اعتاد لبنان في مثل هذه الايام قبل سنوات ليست بعيدة ان تتحوّل الى قبلة السياح الخليجيين، اختارت السفارة السعودية في لبنان ان تدعو مجموعة من الاعلاميين والناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي الى “فنجان قهوة”.
الدعوة بسيطة جدا لكنها لافتة، فماذا تريد المملكة ان تقول على فنجان قهوة؟ وأي رسالة اختارت ان تبعثها من خلال جلسة تختصر إحدى أروع العادات العربية الاصيلة التي ما خلت معلّقة من ذكرها ولا ديوان شعر من المرور عليها، ألا وهي الضيافة العربية وحفاوة الاستقبال، حتى ان القبائل العربية ما كانت تسأل ضيفها عن طلبه قبل مكوثه لديها لايام ثلاث بلياليها.

وفي زمن التشتت وتفتت أوصال الامة العربية، اختارت السفارة السعودية ان تتخذ من لبنان منصّة لمواجهة الفكر المتطرف والظلامي من خلال خلق مساحة للتواصل والحوار، تكون قادرة على كسر سطوة العدائية والافكار الخاطئة التي تجتاح مجتمعاتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي غالبا ما تكون عصيّة على الرقابة والمحاسبة، فيما باتت هذه الوسائل تستخدم في غالب الاحيان بشكل ممنهج ومنظم وتم تجنيد جيوش الكترونية جرّارة لاستخدامها عند الحاجة.

اذا الامر أكثر مهم ويستحق وقفة نقدية ومراجعة وتصويب، وكان لقاء “فنجان قهوة” فرصة لفتح نقاش واسع بين ‏‏أكثر من 50 ناشطا على مواقع التواصل الاجتماعي من غالبية المناطق اللبنانية ومن مختلف التوجهات والنشاطات ونخبة من الدبلوماسيين والسياسيين تقدمهم صاحب الدعوة القائم باعمال السفارة السعودية في لبنان الوزير المفوض وليد البخاري، وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق، النائبان سامي فتفت وديما جمالي، عميد السلك الديبلوماسي العربي سفير الكويت عبد العال القناعي.

وتحت عنوان “ثقافة التواصل ومناهضة فكر التطرف والتعصب”، توجه الوزير البخاري الى الناشطين بالحديث مشيرا الى ان “الكل يدرك ان سبب وجوده اليوم هو ليلعب دورا في تعزيز ونشر الثقافة الايجابية التي تعكس اهدافا انسانية داخل كل مجتمع، وبالتالي فإن المملكة العربية السعودية، خصوصا في رؤيتها 2030، إرتأت ان تدعم الفكر العربي، أينما كان وتحصنه من أي أفكار ضالة، تؤثر على حياته وتفاعله في هذه المجتمعات”.

وفيما شدد البخاري على أهمية الدبلوماسية الرقمية وأهمية التواصل والتواجد في كل وسائل التواصل الاجتماعي، كان طيف رؤية المملكة 2030 حاضرا في اللقاء، فهو جزء من هذه الرؤية الجديدة والعصرية والتي ينتظر منها ان تقود السعودية الى مرحلة جديدة اكثر تقدما وتطورا وانفتاحا.

وعلى هامش اللقاء الذي شهد جلسة نقاش مغلقة تطرقت الى مختلف القضايا والملفات السياسية والامنية والاجتماعية والعلاقات اللبنانية السعودية التي لم تنقطع يوما، كان هناك خبر لافت اعلنه البخاري ووصفه بالخبر السار، وهو تفعيل اللجنة السعودية – اللبنانية والتي ستنفذ اكثر من 23 مشروع في لبنان، كاشفا ان السفارة السعودية قد طلبت رسميا من وزارة الخارجية تسمية ممثل للبنان في اللجنة، الامر الذي سيثمر باقة جديدة من المشاريع الانمائية والخدماتية التي غالبا ما كانت ترعاها المملكة في لبنان.
نادر حجاز – الانباء