السيد فضل الله… الثائر حتى على افكاره

تحدى الجمود وكسر الكثير من التقاليد غير المنطقية فكان دعوة دائمة للثورة وللتفكير والشك وصولا الى الحقيقة واليقين، فكان ثائرا دائما حتى على افكاره.

فالعلامة الراحل محمد حسين فضل الله لم يكن مجرد رجل دين محدود بالنص والزمن والبيئة، انما تخطى بعقله وأفقه الى المدى الارحب، حيث تتزاوج الافكار وتواكب الزمن والتطور، فكان مرجعية دينية وروحية وزمنية تضاهي المرجعيات والحوزات الاهم في العالم الاسلامي.

وصحيح ان السيد فضل الله كان مرجعا دينيا شيعيا الا انه استطاع ان يتجاوز الحدود الطائفية لتلاقى مع جميع الطوائف والاديان وان يكون قريباً من الآخر على اختلافه بفضل عقله المتخطي.

وفيما تطل الذكرى الثامنة لرحيله في 4 تموز 2010، نستذكر هذه القامة العربية والاسلامية والوطنية، بكل ما تحمله من عمق وابعاد، فالسيد فضل الله لم يحده الدين لا بل انخرط في صلب القضايا العربية والوطنية والاجتماعية وما مؤسساته لرعاية الايتام والمسنين ومدارسه ومؤسساته التربوية الا خير شاهد على ما أرساه من نهج وما عمل من اجله لخير المجتمع والناس.

كان السيد فضل الله مقاوماً بالفطرة، فناصر حركات المقاومة لا سيما في لبنان، فيما كان نصيرا دائما للقضية الفلسطينية ورافضا شرسا لتهويد القدس.

ولعب السيد فضل الله دورا اساسيا الى جانب القوى الوطنية في اسقاط اتفاق 17 ايار مع اسرائيل، التي حاولت الانتقام منه بقصف  منزله في الضاحية في حرب تموز، والتي لم تكن المحاولة الاولى لاغتياله بعدما نجا من متفجرة بئر العبد عام 1985.

يطول الحديث عن السيد فضل الله لا بل يبقى مقصّرا، فيما بات المجتمع بأمس الحاجة لامثال هكذا قامات تأتي بثورتها الاجتماعية والاصلاحية وتعمل من اجل الناس اولا دون منة او مصلحة.

الا ان هكذا شخصيات غالبا ما تأتي ولا تتكرر.

“الانباء”