انت الحيّ وهم الأموات/ بقلم بدر منذر الضاهر

أهدي سلاماً طأطأت حروفه رؤوسها خجلاً، وتحيةً تملؤها المحبة والافتخار بكل شهيد قدّم روحه ليحيا الوطن.

لا تبكه فاليوم بدء حياته.. إن الشهيد يعيش يوم مماته.

أكبادنا لفراقك محروقة وقلوبنا مستوحشة كالخرائب أيها الفارس الشهيد المغدور، نظراتك تحيط بنا في كل وقت، وصدى أصواتك وضحكاتك يترجَّع في أسماعنا يـا علاء. قم وانهض واسمع صراخ امك قد حييت شهداء الحزب احياء ليستقبلوك رفيقاً  في صفوفهم، صفوف العزة والگرامة..

قم وانهض، فبدمعات الأمهات طُهرت الارض، وبدمائك وُحّدت الصفوف..

قم وانهض يـاعلاء، انت الحي وهم الأموات..

ما بكـينا وما بكيتك ،لا ادري ما الضيق الذي في صدورنا، ولا ادري ما الذي  يشق قلوبنا، ما بگيناك، بل دارت اعيينا الى البحار لنبگي المسافات بيننا وبينك…

أحاول أن لا أصدق موتك، گل التقارير گذب وكل گلام الأطباء گذب…

وكل الاكاليل فوق ضريحك گذب، وكل المدامع والحشرجات كذب…أحاول ان لا اصدق ان عـلاء اصبح شهيداً مغدوراً بصاروخٍ صنعته أيادي الحقد والخبث..

 

فطوبى لك يـا من سطرت بدمائك الطاهرة اروع ملاحم البطولة والفداء، يا من مضيت الى عليين، الى جنان ربك الكريم..

رحلت ولسان حالك يقول “بالروح بالدم نفديك يـا وليد” …

يا له من نهار مشرق عندما أعلنت الشهادة في سبيل الوطن، ورخصت الروح للذود عن الأرض والدين والمقدسات، وعلمت الرجال معنى الشهادة والدفاع عن الوطن. لو كان كل الرجال مثلك لما تجرأ أحد على النيل من أرضنا، ولكن أصبحت كل الرجال بلا هدف أو عزيمة، فصارت أرضنا سهلة المراد للعدو..

 

لقد استخارك الله تعالى، ورفع من شأنك لتنال شرف الشهادة وتخلّد في جنة الفردوس، لِتُنير الطريق للأجيال القادمة كي يعيشوا حياة حرة كريمة، فهنيئًا لكم يا أهل الشهيد…