رسالة الى رئيس الجمهورية
منير بركات
3 يوليو 2018
لقد رفعت شعارات وطنية إستقطابية تعبوية ونجحت في تأسيس زعامة متميزية بالشعبوية. وأهم الشعارات مواجهة الوصاية السورية – والميليشيات المسلحة، بالرغم من الرفض الشعبي لحرب الإلغاء، وبالرغم من المشاركة الدموية في الحرب الاهلية اللبنانية – والرهان على الجيش الوطني – الإستقلال والسيادة – التصدي للفساد، الخ .. لكن في الوقت نفسه تناقضت مع هذه العناوين، ومارست العكس بالتعاطي مع النظام السوري وتبعات وصايته ، أو بتلوث بعض البطانة في الفساد، وبخياراتك الوطنية الأساسية بالرغم من تميزك بالعناد الصلب حول المواقف الاساسية، كنت وما تزال براغماتيا في التبعية للتوازنات الاقليمية التي تنسف جميع مبررات مقومات الزعامة التي توجت برئاسة البلاد !؟
فخامة الرئيس، من الواضح أنك انتزعت بالمقارنة مع جميع الرؤساء، وقدمت شخصك الاكثر جماهيرية من كل العهود، وتحديدا في الوسط المسيحي، بالرغم من المعارضة المسيحية الكبيرة التي تمكنت من مهادنتها واستخدام غطائها بوصولك الى الموقع الاول، واستهداف اقصائها في نفس الوقت الى جانب اطراف اساسية اخرى في البلاد.
صحيح أن الجوّ الشعبي يشكل رافعة قوية لمسار الحكم، ولكن ممارسة التشويه ومساحة التفلت السياسي، واستنسابية الممارسة، والنهج المذهبي الفاقع من جهة البطانة المباشرة، تسيئ لك وتهدد البلد بسبب تجاوز الخطوط الحمر لشروط قيام لبنان وصيغة التوافق والميثاقية التاريخية.
فخامة الرئيس، لا تترك خطأ العهد الشهابي بالرغم من انجازاته وايجابياته يكرر نفسه في هيمنة اجهزة الظل والطبقة المحيطة التي مارست وتمارس القمع ومصادرة الحريات وارتكاب الموبقات على حساب الرئيس والعهد وبناء الدولة. ولا تدع صورة عهد بشارة الخوري الفاسدة ان تحرك الذاكرة في عهدك الذي بدأ يأخذ منحى الانحدار بالرغم من حداثته. صحيح أنك تحافظ على قاعدتك بالرغم تخليك عن بعض مبرر وجودك، وذلك بسبب قوة السلطة والمصالح وغيرها، ولكن عليك ان تراقب ايضا النزف في جمهورك.
فخامة الرئيس، ما زال امامك فرصة نزع فتيل التحدي التصعيدي في الاشراف على تشكيل الحكومة بعيدا عن الكيدية والإقصاء ونسف الثوابت، من اجل الانتقال الى مرحلة الانماء والبناء وتصليب السلم الاهلي وحمايته .
*رئيس الحركة اليسارية اللبنانية