في ثلاثاء علاء “نداء وأمنية”: ادفنوني حيا ولا تتقاتلوا / بقلم زياد ابو غنام

الجمرة لا تكوي الا حاملها..
شهيداً تلو الشهيد على ملحمة النضال والمقاومة والدفاع.. ترحل اجسادهم وهم عند ربهم احياء يرزقون وبين اهلهم ذكراهم خالدة وفي ضمير التاريخ خالدون خالدون.
كم مرة جرحوك يا شويفات، كم مرة قتلوا فيك الحياة، كم مرة ارادوك ممراً وسقطوا عند اول حاجز، كم مرة ارادوا ان ينالوا من كرامة وعنفوان وارادة اهلك فخسؤا وقتلوا ودمرت احقادهم تحت اقدام رجالك.
ولكن، يا ليت هذه المرة لم يسقط شهيدا، ولا ارتفع من شبابك قمرا شامخا ولا اقيم في دارك عرسا نودع به اغلى الشباب.. شهيد الفتنة وخامدها الشهيد علاء ابي فرج في يوم الثلاثاء، فاشتعلت في قلوبنا شمعة، ونزلت من عيوننا دمعة، وسقطت في قلب احبابه وامه واخوه جمرة تكوي وتكوي وتكوي.
ولكن انه القدر،
لبنانيون راضيون بحكم الله وقدره وانه على كل شيء قدير، نرضى ونسلم نعم، لكن هل ننسى؟ هل نسامح، هل هي حادثة فردية ام حادث سير قضاء وقدر؟ لا يا سادة، انه تعدٍ من قبل مسلح اراد قتل العشرات فشاء الله ان يفدى هؤلاء بروح علاء.

لا ثأر في الشويفات، لا قتال في الشويفات، لا فتنة في الشويفات، انا أبن شهيد، انا اعلم معنى الشهادة.. انا أعلم قاتل والدي وسامحته.

كلمات كالجبال حملها المؤتمن على أمن الشويفات، الأمين الحريص على وحدة الصف، الضامن والضمانة لشباب وحاضر ومستقبل الشويفات، كلمات نزلت علينا كضربات موجعة صاعقة اثلجت قلوب الغاضبين وسحبت فتيل الفتنة والقتال، انه الحر الوفي مروان ابي فرج.

من هذا المنطلق لا احد يزايد علينا بوحدة الصف وبالتعالي عن الصغائر، ونحذر ونرفع الصوت عاليا “حذار التلاعب بمشاعر اهل الفقيد، حذار والكلام المعسول والزواريب الضيقة المقيتة”، لا المكر ينفع ولا المال ينفع، ولا فبركة الاخبار تنفع، اتقوا الله ولا تقتلوا علاء مرتين ولا تشعله الجمر تحت الرماد، لا الثأر ينفع ولا الحقد ينفع ولا العداء سيوقف البكاء ولا العزاء سيعيد علاء.

لذا نقول للجميع، ومنذ اليوم الاول كرامة علاء هي ان يسلم القاتل والجاني وتأخذ العدالة مجراها وليسجل التاريخ، ان القانون فوق الجميع وان شويفات صلبة موحدة لا تقبل العداء ولا ترضى بالاعتداء.. ولأجل الشويفات وحقن الدماء ولأجل كل الموحدون وكرامتهم ترخص كل التضحيات ولا شيء يقاس بالروح ولا شيء يعوضها والتاريخ لا يرحم، ولن يرحم.

أردت في ثلاثاء علاء ان نقول اولاً لأهل الفقيد، لن ننسى، لن نسامح، لن نستكين، لن نقبل، الا بالحق والعدالة. والى محبي علاء، فلنتعلم منه حب العطاء وحب التضحية والفداء والتفاني في الاخلاق والصمت والحكمة والاحتكام الى العقل والتضامن الكبير مع مسيرة علاء الانسانية فلو كان حيا لقال: “ادفنوني حيا ولا تتقاتلوا…”.

أخيرا،
قال الله تعالى في كتابه العزيز، والله يمهل ولا يهمل، وان ينصركم الله فلا غالب لكم. (صدق الله العظيم)، فان ظلمتنا عدالة الارض، فللأرض والسماء والكون والوجود رب قادر على الأشياء كلها فعليه متكلين وهو نعم النصير…

ان ينصركم الله فلا غالب لكم .. تعلقوا بحبل الله وانا لله وانا اليه راجعون.

(الأنباء)