طيف العهد وأحلام الإقصاء!
منير بركات
17 يونيو 2018
ما أخطر الإستراتيجية التي ترسم على التسطيح لتبدو طبيعية، وتصويرها من بديهيات العمل السياسي واستسهال تنفيذها دون خسائر مدمرة.
إذا راقبنا طيف رأس الحكم كيف يتحرك مسدداً على العقد القوية والبيوتات السياسية ومحاول إضعافها وبالتالي ترويضها وصولا إلى الغائها ووراثتها، من موقع تذليل عقدته بإلغاء العقدة المعقدة لعقدته وهو يشعر بشدة خناقها على رقبته، ليصبح معها الذيل محركاً للرأس في الوقت الذي يعاني الرأس من التشوه في وضعه الطبيعي.
لا تغامروا في رفع شعار الاقصاء لمن يقصي إذا أراد، تجاوزوا وهم قوة السلطة وقدرتها على تنفيذ سيناريو يأكل نفسه!؟
ألا تعلم إذا فقدت البصر والبصيرة وانت تؤشر بيدك الطويلة أنك تفقد إصابتك الهدف كالأعور الذي يودع صديقه ويقبل إحدى العابرات لتقع اللعنة عليك وعلى هدفك!؟
الخطة الراقية لا تعتمد بانتزاع الوجود والسيطرة على العوامل الدخيلة خارجية كانت أم استقوائية أم استفزازية بمداعبة الخصم بماريونات توزيرية تشكل معبرا للألغاء أو على الأقل بخلق توازن وهمي يحلم من خلالها تدمير الأساس التاريخي للبنان بمكوناته ووضع نفسه بديلا على انقاض تصنع منه رئيساً وكأن تجربة تجديد الرئاسة السورية الضعيفة على الأرض المحروقة نموذجاً يحتذى به.
إذا اردت صناعة التاريخ لا تبالغ بخطواتك الخيالية، ساهم بصناعته من خلال التفكير ببناء المؤسسات والدولة بعيدا عن الفئوية والذاتية والمذهبية قبل أن يبتلعك ويرمي بك في مهب الريح.
(*) رئيس الحركة اليسارية اللبنانية