زحمة ملفات على خط التأليف… وما علاقة النظام السوري؟

لا مؤشرات حكومية تلوح في الأفق. المعنيون يشيرون إلى السعي الحثيث بصمت وإحداث تقدّم. المتلقون ينفون علمهم بذلك، ويعتبرون أن العقد لا تزال على حالها. طرف ثالث يبدو متشائماً، فالحكومة طويلة، ولا ترتبط بزيارة الحريري السعودية، ولا بعطلة رئيس مجلس النواب نبيه برّي. في المحليات اللبنانية، فإن ما يؤخر التشكيلة الحكومية هي الحصص والخلافات على تحديد الأحجام، يضاف إليها ملف اللاجئين السوريين الذي فتح على مصراعيه، ووضعه في واجهة بازار التشكيل. وضع هذا الملف على رأس مفاوضات التشكيلة الحكومية، يعني تحديد إطار عام لسياسة الحكومة المقبلة، وهو ما يعلنه التيار الوطني الحرّ صراحة بأن مهمة الحكومة الأساسية هي إعادة هؤلاء اللاجئين إلى أراضيهم، أما ما يقال همساً فهو مختلف عن ذلك، على أن تكون الحكومة العتيدة، حكومة استعادة العلاقة مع النظام السوري.

هذه الموجبات اللبنانية، تصل إلى حدّ التلويح بأن عدم الجدية في طرح ملف اللاجئين يعني إطالة أمد تشكيل الحكومة. لكن الطرف المستعجل على التشكيل بحسب المراقبين، هو حزب الله وحلفاؤه، وهم أنفسهم يريدون إعادة اللاجئين. في المقابل، يزداد الضغط الدولي حول كيفية تعاطي لبنان مع هذا الملف، ووتكاثر التحذيرات من الإقدام على أي خطوة تمثّل خروجاً على الإجماع الدولي وإعادة اللاجئين إلى مناطق غير آمنة، وهذا الأمر ستبحثه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال زيارتها إلى لبنان.

ثمة من يشير إلى أن عملية تشكيل الحكومة أصبحت مرتبطة بجملة ملفات وتطورات، وعلى رأس ما يحصل في المنطقة من اليمن إلى العراق، وهذا ما سيكون مدار بحث بين الفرنسيين والسعوديين في الفترة المقبلة. فيما الأنظار ستبقى مشدوداً إلى الوضع الحدود الجنوبية والشرقية. وهذا سيكون عنواناً أساسياً على برنامج زيارة قائد الجيش جوزيف عون إلى الولايات المتحدة الأميركية للقاء القادة العسكريين الأميركيين. وتشير مصادر متابعة إلى أن الزيارة تأتي على قدر من الأهمية في هذه الظروف، وبعد كل الكلام الذي قيل عن إحتمال تراجع الدعم الأميركي للجيش اللبناني، وتؤكد المعلومات أن واشنطن مصرّة على إستمرار دعم المؤسسة العسكرية خاصة في هذا الوقت وفي المرحلة المقبلة، لما سيكون للجيش من أدوار أساسية في الجنوب وفي السلسلة الشرقية.

ربيع سرجون – “الأنباء”