حمانا- “الأنباء”

أكد عضو اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن على أن المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية خطٌ أحمرُ ، مشدداً على ضرورة تطوير وحماية قطاع التعليم الرسمي، وداعياً إلى إرشاد جامعيّ لبعض الإختصاصات التي تلبّي سوق العمل، ومشيراً لأهمية التوجه إلى التعليم المهنيّ.

وجاء كلامه خلال رعايته لحفل التخرج لطلاب ثانوية حمانا الرسمية التي أثنى على إدارتها في التربية على مبادئ الأخلاق وترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية والعيش المشترك وتخريج أجيال المتفوّقين في رحلة البحث عن الحقيقة وبناء الشخصية المتميزة في مسيرة الحياة.

وإذ أوصى الطلاب بأن يحسنوا خياراتهم على المستوى الشّخصي بالوعي والحرية والإنفتاح على الآراء ومد اليد إلى الآخر، دعاهم للتمسّك بالجامعة الأم – الجامعة اللبنانية إذا توفّرت فيها الإختصاصات التي يطمحون إليها، قائلاً: “لا تغرّنكم الجامعات الخاصّة مع تقديرنا للبعض منها، خصوصاً أن البعض الآخر يفتقر للمستوى المطلوب، ولا يتناسب مع المعايير الأكاديمية، وشهاداتها باهظة الثمن عديمة القيمة، فلا تسمِن ولا تُغني عن جوع لوظيفةٍ تليق بكم في المستقبل”.

وإذ شدد على أهمية الإرشادٍ الجامعيّ لبعض الإختصاصات التي تلبّي سوق العمل، رأى أنه: “لا بد من إعطاء التعليم المهنيّ الأهمية اللازمة، كي نساهم في خفض نسبة البطالة التي تخطّت الـ ٢٨ ٪ .”

ووجّه التحية الى “روح المعلم الأول الشهيد كمال جنبلاط، الذي عاش بهاجس العلم الصحيح والتربية السليمة والثقافة الواسعة والمسلك الشريف في السياسة، لأنّه عرف كيف يلازِم بين العمل السياسيّ والأخلاق، ورحل شهيد أفكاره ومبادئه التقدّمية. وهو من نادى بنشر وتعميم التعليم الرّسمي، بدءاً من المدرسة الرسمية الى الجامعة اللبنانية، وذلك صوناً لوحدة اللبنانيين، وسعياً لتنمية هذه الوحدة والشعور الوطني العام، وحفاظاً على مستوى لائق للتثقيف العام، وهو من قال بالصوت العالي يوماً: اذا كان نهجنا الوطنيّ لا يعجب الطائفيين  فليلوموا أنفسهم”.

أضاف: “ها نحن اليوم نسير على دربه ونمضي من خلال وجودنا في الندوة النيابية، لنبني ولنتابع نهجه الاصلاحي. ولقد أعلنّاها بالأمسِ بأن المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية خطٌ أحمرُ ، وسنعمل بكل إرادة لتطوير وحماية قطاع التعليم الرسمي الذي يبقى هو الحل. ونحن الذين انتُخِبنا بأصوات الناس الأوفياء لكي نبني لبنان العلم والمعرفة، لبنان الذي يحلُم به كلُّ شاب وشابة، نؤكّدُ من هنا من هذه الثانوية الرسمية النموذجية، بأننا كما في التربية، كذلك في السياسة، عهدنا بأن لا نهدأَ ولا نستكين، وبأن نعمل على بذل الغالي والنفيس في مسيرة بناء الدولة الحديثة، دولة الدستور والطائف بتوازناته، دولة القانون والمؤسسات، دولة المعايير الواحدة المشتركة بين جميع مكوّناتها، لا دولة المعايير المتناقضة والإستنسابية كما يحصلُ اليوم في الملفات المطروحة وعند كل محطّةٍ ومفصل، ولا معايير الفرز والضمِّ النيابية التي اعتدناها عند كل تشكيلةٍ حكومية”.

تابع: “اسمحوا لي في هذا السياق أن أؤكّد موقفَنا في كتلة اللقاء الدّيمقراطي، بالحفاظ على الشفافية في الأداء والممارسة السياسية، وعلى وحدة المعايير في مقاربة القضايا المطروحة، ووضع مصالح النّاس في الأولوية وليس أي اعتبار آخر”.

وتوجه للطلاب “صفحات الغد تنتظركم ، ورايات النجاح والإبداع تترقّبكم. فاقبلوا على الحياة بثقةٍ وفرح. إِنهلوا من بحار العلم باجتهاد بلا كلل. ولا تتسّرعوا، بل اختاروا من مجالات التخصُّص ما قلَّ ونَفَع. ولا تجزعوا، بل أعلنوها ثورة على الجهل والتقوقع بلا ترّدد أو خجل. وثقوا بأن الغد لكم، وبأن هذا الوطن يستحقّكم وباقٍ بكم ولكم “.

وختم مهنئاً إدارة الثانوية والمتخرجين آملاً اللقاء بهم على دروب النجاح والعمل المباشر لحماية الدولة ومصالح الناس، كي يحيا المواطن اللبنانيّ حراً عزيزاً مكرما.

كلمات
وكان الإحتفال قد بدأ بالنشيد الوطني اللبناني، ثم تناوبت على تقديم الحفل المربيتان نهلا المصري وسيلفا هاجنيان.
وتلا كلمة مجلس الأهل السيد رمزي عبد الخالق الذي شدد على أهمية دعم العمل التربوي متوجهاً للطلاب بحفظ وصايا الاهل وتحقيق آمال المعلمين.

وألقى كلمة الهيئة التعليمية المربي جورج حداد فحيا جهود الادارة والمعلمين شاكرا ثقة الأهالي بالهيئة التعليمية متمنيا ان يحققوا طموحاتهم بنجاح ابنائهم، وللطلاب ان يصلوا لأهدافهم البناءة في سبيل الوطن على طريق القيم المثلى.

بو فيصل
وشكرت مديرة الثانوية يولا بو فيصل رعاية “ابو الحسن” مثمنة دعمه للقطاع الرسمي. كما حيت دعم رئيس اتحاد بلديات المتن الأعلى مروان صالحة للثانويات الرسمية. وتوجهت بالشكر للأهالي وافراد الهيئة التعليمية وخاطبت الطلاب مشددة على معادلة الأخلاق في بناء المجتمع، ودعتهم لأن يكونوا الرقم الصعب في معادلة الوطن، مؤكدة على اهمية النهج الوطني في التربية الاجتماعية والمدرسية. ثم قدمت لابو الحسن درعاً تقديريا.

حضر الحفل الى “أبو الحسن” العميد الركن انطوان فرنسيس ممثلا قائد الجيش اللبناني، رئيس اتحاد بلديات المتن الاعلى مروان صالحة ورئيسا بلديتي حمانا بشير فرحات وقرنايل مروان الاعور، مستشار وزير التربية الدكتور نادر حديفة، مفوض التربية في الحزب التقدمي الاشتراكي سمير نجم، ومدير بنك بيروت والبلد العربية حسان صالحة الذين استلموا بدورهم باقات ورد عربون شكر من ادارة الثانوية.
كما حضر مخاتير البلدة، آباء وراهبات، وفاعليات تربوية واقتصادية واجتماعية، رؤساء روابط واندية وجمعيات وجمع من اهالي الطلاب.
وتخلل الحفل وصلة فنية مع طلبة قدموا عدة أغنيات وطنية وباللغة الفرنسية، بالاضافة لكلمة شكر من الطلاب قُدِّمَت على شكل اسكتشات كوميدية تعبّر عن عمق الشكر والامتنان لجهود الاساتذة والاهل والتقدير لإدارة الثانوية.

بعدها، تبادل الطلاب المتخرجون الشعلة مع زملائهم ليكملوا المسيرة التربوية، وتلوا القسم التربوي الخاص بالثانوية مع قرع الطبول.
ثم وزع “ابو الحسن وصالحة وفرحات مع بوفيصل” شهادات التخرج، واحتفل الطلاب بتخرجهم برمي القبعات والمفرقعات النارية.

(الأنباء)