العهر القوي لا العهد القوي

سامر ابو المنى

بعد ردود جوقة العهد الفاشل على الكلام السياسي الذي ادلى به رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والاسلوب المتدني في التخاطب والعبارات الشوارعية التي قيلت، والكلام الممجوج الذي لا يقارع حجة، يتبين فعلاً ان عبارة “العهد القوي” ما هي في الواقع إلا “العهر القوي”.

إنه العهر السياسي الذي لا يتقبل نقدا، ولا يقبل ملاحظة، ولا يعترف بفشل. فالردود المسعورة على وصفٍ دقيق لعهدٍ تغرقه الحاشية يوما بعد يوم بممارسات صبيانية، أو بصفقات، تدّل على المستوى السياسي والأخلاقي المتدني لمطلقيها، كما تؤكد في الوقت نفسه فشل النهج الذي يمارسه هذا العهد منذ اللحظة الاولى، المبني على الإنفعالية كلاماً وممارسة.

عندما يصف وليد جنبلاط العهد بالفاشل فإنه يبعث برسالة بأن البلاد لا يمكن أن تدار بعقلية هواة السياسة، ولا بعقلية المزرعة، أو على طريقة من ليس معي فهو عدوي. فمن يدعيّ الحرص على العهد وعلى سيده عليه تقبل الانتقاد وتصويب الأداء، بدل الانفلات من العقال، واستثارة الغرائز بكلام لم يعد اللبنانيون يرغبون بسماعه أو يقتنعون به.

إن العهد القوي يكون قوياً بالموقف الوطني وبالتفاف الشعب حوله، وبترسيخ دعائم الشراكة والوحدة والبناء على الانجازات الوطنية، وبالشفافية والصدق، وبأن يكون على مسافة واحدة من كل اللبنانيين ويرعى مصالحهم. أما ما عدا ذلك، بل إتباع سياسات استنسابية وتقديم الخاص على العام، فهو في الواقع العهر القوي الذي سيجابه برد قوي، وتاريخ بعض العهود في لبنان اكبر مثال. فاتعظوا

(الأنباء)