جعجعة إصلاح دون طحين… هل تذكرون السلطان سليم؟

كل عهد يأتي، يأتي معه الأمل، وكل عهد يبدأ يعطى من الوقت ما يسمى “فترة سماح”.
لكن هذا العهد ومن قبل ان يأتي، كان الأمل منه مفقودا، وكان الرجاء ضربا من الاحلام. لكن التسوية كانت اقوى من احساس اللبنانيين الذين كانوا يرددون المثل الشعبي ” مين جرّب المجرّب كان عقلو مخرّب”.
ومع ذلك أعطي العهد “فترة سماح”، ومددت اكثر من مرة، إذ إن المتعارف عليه بمهلة السماح “مئة يوم” لا تزيد ولا تنقص.

منذ اليوم الأول، والعهد من فشل الى فشل، وتحت شعار “بيّ الكل” أخذ البلد بالصفقات والسمسرات والتسويات التي لم تنتج الا قوانين ومشاريع هدامة. من قانون الانتخاب الهجين، الى مشاريع الكهرباء وصفقاتها، الى التعيينات التي لم تأتي بغير الابن والصهر والقريب والأزلام، الى الخطاب المذهبي التقسيمي ومحاولات زرع الشقاق بين ابناء الوطن الواحد، وابناء الطائفة الواحدة، والمذهب الواحد. ثم اخيرا مرسوم التجنيس الفضائحي.

أما السياسة الخارجية فمصائب تجر مصائب، وويلات تنتج ويلات، من النأي بالنفس الى العلاقة مع الاشقاء العرب، الى الموقف من الكيان الاسرائيلي الغاصب، وصولا الى ملف النازحين ومحاولات تقديمهم وليمة للأسد. منذ ان اتى هذا العهد ونحن نسمع المعزوفة القديمة عن الاصلاح والتغيير، فلم نسمع غير الجعجعة ولم نرَ طحيناً. بل سمعنا ونسمع عن الصفقات والسرقات وشراء الذمم والعقارات والطائرات واليخوت.
فعلا، كما قال الوزير حماده، لم يسبق ان أتى عهد منذ الاستقلال اسوأ من هذا العهد. فألف رحمة على العهود السيئة السابقة، والرحمة الكبرى على عهد السلطان سليم.